في إطار جولة الاستثمارات الكبرى، وفي سياق تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الهادفة إلى تعزيز الجاذبية الترابية وجعل الاستثمار رافعة حقيقية للتنمية الجهوية، قام وفد رسمي عن المركز الجهوي للاستثمار بني ملال-خنيفرة بزيارة عمل إلى الجمهورية البولونية، توجت بتقارب نوعي مع مجموعة “ماسبيكس” الصناعية، إحدى أكبر التكتلات الأوروبية في قطاع الصناعات الغذائية.
وتندرج هذه المبادرة في صلب تنفيذ مقتضيات ميثاق الاستثمار الجديد، وبتنسيق مباشر مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، وبتأطير من السيد والي جهة بني ملال-خنيفرة.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة للتداول حول سبل التعاون الاقتصادي، خصوصا في مجالات التحويل الغذائي والتوزيع والتكامل اللوجستي، حيث تم تقديم العرض الترابي للجهة وبرنامج “إزدهار” كإطار عملي لجذب الاستثمار الصناعي الدولي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
غير أن البُعد الرمزي للزيارة تجسد بشكل غير مسبوق في المعطى الذي سجله الوفد المغربي، والمتمثل في تضمين الخريطة الكاملة للمملكة المغربية، بما في ذلك أقاليمها الجنوبية، ضمن وثائق العروض الرسمية للمجموعة البولونية، الموجهة لأكثر من 500 ألف شريك تجاري دولي.
هذا التقديم، الذي سبق الزيارة الرسمية ولم يكن استجابة ظرفية، اعتُبر من طرف أعضاء الوفد المغربي بمثابة اعتراف مؤسساتي ضمني بوحدة التراب الوطني، ورسالة سياسية صريحة بصيغة اقتصادية ودبلوماسية هادئة.
وقد مثّل المركز الجهوي للاستثمار في هذا اللقاء وفد عالي المستوى، يترأسه السيد نوفل حمومي، رئيس قطب الدفع الاقتصادي والعرض الترابي، مرفوقاً بالسيد كريم العلوي، المكلف بالمواكبة والشراكة، حيث تمت برمجة عدة لقاءات تقنية وقطاعية، استعرض خلالها الوفد المؤهلات الترابية والفرص الاستثمارية المتاحة بجهة بني ملال-خنيفرة.
واعتبر أعضاء الوفد أن هذا الاعتراف الرمزي يعزز موقع الجهة في محيطها الدولي، ويُترجم التقائية السيادة الوطنية مع الدبلوماسية الاقتصادية، كما يبرز مكانة النموذج المغربي في أوساط الفاعلين الصناعيين الأوروبيين.
وتعكس هذه الدينامية، التي تمت بهدوء ودون تغطية إعلامية موسعة، كيفية اشتغال المغرب بمنهجية مؤسساتية تقوم على الثقة، والاستباق، وحضور الدولة عبر أدواتها الجهوية