احتضن المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية، بتعاون مع مؤسسة "رياض القانون"، ملتقى دوليا رفيع المستوى تحت شعار "آلة القانون: الأصول، الانتشار والتفرد الموسيقي بين الشرق والغرب"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 9 ماي 2025. وقد أشرف على هذا الحدث البارز أحد أعمدة آلة القانون في المغرب، الأستاذ عبد الناصر مكاوي، الذي بصم على تجربة استثنائية في النهوض بهذا الفن الراقي وزيادة المعرفة الموسيقية به وتعميق إدراك طلبته بقيمة هذه الآلة العريقة.
وقد تميز برنامج الملتقى بتنوعه وثرائه، حيث تم تنظيم ورشات تكوينية "ماستر كلاص" لفائدة أطفال "رياض القانون" وأوركسترا رياض القانون : طلبة المعاهد الموسيقية المغربية، ركزت على تقنيات العزف، فنون التقاسيم، والتعريف بمكونات وخصوصيات آلة القانون.
وفي جانب آخر من الملتقى، تم تنظيم ورشة علمية موسومة بعنوان "آلة القانون في المغرب والمشرق: مقاربات متقاطعة"، شهدت مشاركة نخبة من الأكاديميين والممارسين والباحثين ؛ من بينهم الدكتورة أمل جمال عياد من مصر، والدكتور حسن البكاري والأستاذ عبد الناصر مكاوي من المغرب، تحت رئاسة الأستاذ سفيان جديرة من المغرب، حيث نوقشت مختلف السياقات التاريخية والجمالية التي رافقت تطور آلة القانون في الشرق والغرب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
كما عرف الملتقى لحظة توثيقية هامة من خلال حوار فني تم تسجيله بالأستوديو التابع لأكاديمية المملكة المغربية ، حول تاريخ ومدارس ورواد آلة القانون،وتجربة "رياض القانون" التابع للمعهد الأكاديمي للفنون بأكاديمية المملكة المغربية؛بمشاركة عدد من المختصين البارزين، منهم: الدكتورة أمل جمال عياد، والأستاذ سهاد نجم والأستاذ عمر زياد من العراق والأستاذة هبة مكاوي، والأستاذ عبد الناصر مكاوي، وقد قام بتقديم وإعداد هذا الحوار الإعلامي والباحث عبد السلام الخلوفي، بينما تولى إخراجه المخرج السينمائي المغربي الكبير محمد عبد الرحمن التازي، المعروف بإسهاماته الرائدة في السينما المغربية.
حفل الختام هذا خلق التفاعل والتجاوب عند الجمهور المتعطش للعروض الموسيقية الحية، حيث تم تقديم عرضين موسيقيين، العرض الأول قدمه أطفال "رياض القانون" بمشاركة الفنان سهاد نجم، الذي يُعد من الأسماء البارزة في تعليم آلة القانون ببلجيكا ومجموعة من الدول ، أما العرض الثاني، فقد كان من أداء أوركسترا رياض القانون بمشاركة الفنان العراقي المبدع عمر زياد، أحد ألمع العازفين في العالم العربي،الذي حمل تجربته الدولية إلى المغرب للمساهمة في هذا الملتقى. وقد تنوع البرنامج الفني بين مقطوعات من الموسيقى العربية والمشرقية وأخرى من روح الموسيقى المغربية الأصيلة.قاد المجموعتين ذ.مكاوي بحرفية عالية.
وقد عرف المغرب عبر تاريخه الموسيقي عدداً محدوداً من العازفين البارزين على آلة القانون، نذكر منهم على سبيل المثال: صلاح الشرقي، إيلي بوحبوط، سالم عزرا، المكي الفرفرة، الحاج بوبكر الطالبي، عبد الكبير الحداد، عبد الوهاب الوشيري، إدريس التدلاوي، عبد السلام السعيدي، عبد الفتاح الوالي، مولاي إدريس الوزاني، مصطفى بلكبير، حسن مهاوش وبعض الأسماء الأخرى ورغم قلة هذه الأسماء، إلا أنها شكلت لبنات أساسية في مسار هذه الآلة داخل التقاليد الموسيقية المغربية، أما اليوم وبفضل تطور المعاهد الموسيقية المغربية،ومبادرة مؤسسة رياض القانون في تنظيم مثل هذه الملتقيات الدولية، فقد بات للمغرب رصيد بشري متنام من العازفين الشباب والأطفال والمهتمين مما يبشر بمستقبل واعد لآلة القانون، وفتح آفاق جديدة أمامهم ورفع جودة الأداء لديهم.
وختاما لا خوف على آلة القانون اليوم إذ تتواصل الجهود وتغتني الساحة الفنية بأساتذة وعازفين يهتمون بهذه الآلة العريقة واحتضان مؤسساتي يساهم في التحريض على البحث العلمي والتربوي.