دليل مرجعي لتقوية قدرات المجتمع المدني في "الترافع حول التمكين الاقتصادي للشباب" بسلا

ع. عسول الأحد 11 مايو 2025

ضمن النسخة الثانية من مشروع "التمكين الاقتصادي للشباب: المواكبة والإدماج"، وتحت شعار "أحبك يا وطني"، نظمت مؤسسة الفقيه التطواني، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة سلا، دورة تكوينية لفائدة عدد من الفعاليات الجمعوية والمدنية يوم الأحد 11 ماي 2025، تحت عنوان: "الترافع المدني حول التمكين الاقتصادي للشباب، ريادة الأعمال والثقافة المقاولاتية".

وهدفت هذه الدورة إلى تأهيل الفاعلين الجمعويين وممثلي منظمات المجتمع المدني من خلال تمكينهم من حزمة من المعارف والمهارات المتخصصة، التي تُسهم في تطوير آليات الترافع المدني حول قضايا الشباب، خصوصاً في ما يتعلق بالتمكين الاقتصادي، وريادة الأعمال، ومواكبة المشاريع الناشئة.

ساهم في تأطير هذه الدورة التي سيرها رئيس المؤسسة بوبكر الفقيه التطواني ،كل من بدر الزاهر الأزهر باحث في قانون الأعمال والاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، غياث حليمة دكتورة في التدبير والمسؤولية المجتمعية للمنظمات، أميمة بوشعنين صحفية دكتورة باحثة في التواصل خبيرة في التسويق والتواصل الرقمي، سناء واعزيز خبيرة في مجال الحكامة والتحولات الاقتصادية مؤسسة مكتب AT-NAS للدراسات والأبحاث، محمد الدراوي رئيس مصلحة تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب قسم العمل الإجتماعي بعمالة سلا ..

وسجلت أرضية الدورة أنه في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، يبرز دور الشباب كقوة حيوية قادرة على إحداث التغيير ودفع عجلة التنمية، شريطة تمكينهم من الأدوات المعرفية والمهارات العملية التي تؤهلهم للاندماج الفعّال في النسيج الاقتصادي. وفي هذا السياق، يحتل المجتمع المدني موقعاً محورياً في بلورة حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ من أجل تعزيز التمكين الاقتصادي للشباب، وصناعة رواد أعمال المستقبل.

وتضيف الأرضية أن دور المجتمع المدني لم يعد يقتصر على التوعية والتأطير فحسب، بل أصبح مطالباً بتقديم حلول عملية، وتأطير الشباب ميدانياً، ومرافقتهم في مختلف مراحل إعداد وتنفيذ مشاريعهم، بدءاً من بلورة الفكرة، مروراً بإعداد نموذج الأعمال، وصولاً إلى التأسيس والتطوير.

وارتكّزت هذه الدورة على سؤال جوهري مفاده: أي دور يمكن أن يضطلع به المجتمع المدني في تعزيز التمكين الاقتصادي للشباب وصناعة ريادة الأعمال؟. ذلك أن نجاح المقاولة الشابة لم يعد رهيناً بوجود فكرة مبتكرة فقط، بل يتطلب منظومة متكاملة تشمل التكوين المهني، والدعم القانوني، والمرافقة التقنية، وتوفير التمويلات الملائمة، إلى جانب التوجيه والتشبيك وربط العلاقات مع الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين.

كما أن التمكين لا يمكن أن يتم خارج إطار استراتيجية مدنية واضحة، ترتكز على الترافع المنظم، والتنسيق المتعدد المستويات، والعمل الميداني المباشر.

في هذا الإطار، قدمت المؤسسة ضمن هذه الدورة دليلا مرجعيا لجمعيات المجتمع المدني حول الترافع ومواكبة الشباب حاملي المشاريع، كما تناول المشاركون خلال هذه الدورة ثلاث ركائز أساسية تعتبر شروطاً حاسمة للنجاح في عالم المقاولة وريادة الأعمال. أولاً، بناء الشخصية الريادية لدى الشباب، عبر تنمية المهارات الذاتية، وتحفيز روح المبادرة، وتعزيز الثقة في القدرات الفردية. ثانياً، اكتساب المعارف التقنية والقانونية، من خلال الإلمام بمبادئ التسيير المقاولاتي، والضوابط القانونية، وسبل إعداد خطط العمل والملفات التمويلية. ثالثاً، تطوير آليات الترافع والمرافقة، عبر استكشاف نماذج وتجارب ناجحة، وتكوين جيل جديد من الفاعلين المدنيين القادرين على الدفاع عن قضايا التشغيل والمقاولة أمام المؤسسات العمومية والخاصة.

وفي تصريح خص به الموقع قال بوبكر التطواني رئيس المؤسسة المنظمة "أن هذا الدليل المرجعي الذي يتوج هذه الدورة يحاول أن يوفر محتوى عملي متكامل يمكن للجمعيات أن تستند اليه لتقوية تدخلاتها وتحسين استراتيجيها في الترافع من خلال تقديم أدوات لفهم الواقع المحلي وتحليل السياسات العمومية وبناء الملفات الترافعية وإقامة الشراكات المؤثرة وتقييم الأثر مشددا على ضرورة ادماج بعد النوع الإجتماعي واستثمار الإعلام والتواصل الرقمي لنقل صوت ومطالب الشباب المشروعة... "