السمارة على أعتاب تحول تاريخي.. معبر أمكالا ومطار مدني بوابتان نحو نهضة شاملة

أحداث أنفو الجمعة 09 مايو 2025
No Image


تشهد مدينة السمارة، العاصمة الروحية في للصحراء المغربية، حركية متسارعة توحي بأن الإقليم مقبل على تحولات معمارية، اجتماعية واقتصادية عميقة، قد تشكل منعطفا حاسما في مسار تنميته وربطه بمحيطه الجهوي والدولي. ويأتي ذلك في سياق الاستعدادات لحدثين بارزين يتوقع أن يساهما في إعادة رسم ملامح المنطقة، هما : الافتتاح المرتقب لمعبر امگالة الحدودي، والتدشين الرسمي لمطار السمارة في وجه الملاحة المدنية، المتوقع في 31 يوليوز 2025، بحسب مصادر موثوقة.

معبر امگالة، الذي أصبح جاهزا من الناحية اللوجستية، يرتقب أن يتم فتحه رسميا بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، في حدث رمزي له دلالاته السياسية والتاريخية. وقد سارعت موريتانيا من جهتها إلى إحداث مراكز حدودية مقابلة، ما يعكس إرادة مشتركة لإعادة تفعيل الربط الحدودي بين البلدين، وتسهيل الحركة التجارية والإنسانية بين المغرب وعمقه التاريخي.

هذا المعبر لا يعني فقط تسهيل مرور الأشخاص والبضائع، بل يمثل نقطة تحول في موقع السمارة الجيو-اقتصادي، حيث يمكن أن تتحول إلى منصة لوجستية محورية على مستوى الجنوب الشرقي للمملكة، خاصة في ظل التوجهات الإفريقية الجديدة للمغرب، والرهان على الاندماج الاقتصادي القاري ورؤية جلالة الملك الأطلسي لدول الساحل الأفريقية.

أما مطار السمارة، فقد صار جاهزا لاستقبال الرحلات الجوية المدنية، ويرتقب تدشينه في نهاية يوليوز المقبل. هذا المشروع سيسهم دون شك في تعزيز جاذبية الإقليم، وفتح آفاق واسعة أمام الاستثمار والسياحة والتنقل، مما سينعكس إيجابيًا على ساكنة المنطقة.

فتح المطار أمام الملاحة المدنية يمثل حلقة جديدة في مسلسل تعميم البنيات التحتية الكبرى في الأقاليم الجنوبية، وتكريس الخيار التنموي الذي تنهجه الدولة، والذي يتجاوز المقاربات الأمنية إلى مشاريع مهيكلة تستجيب لتطلعات الساكنة.

كل هذه الديناميات ستحمل لا محالة انعكاسات عميقة على البنية العمرانية والاجتماعية بالسمارة. فمع ارتفاع تدفقات الأشخاص، ستعرف المدينة توسعا عمرانيا متسارعا، وتطورا في الخدمات الأساسية، واستثمارات في السكن، والمرافق السياحية، والتجارية. كما سيبرز جيل جديد من المبادرات الاقتصادية المحلية المرتبطة بالتجارة، النقل، والخدمات اللوجستية.

اجتماعيا، قد تخلق هذه الديناميات تفاعلات ثقافية وسوسيو-اقتصادية جديدة، تدفع في اتجاه تجديد الهوية المحلية في تفاعل مع الوافدين الجدد، دون التفريط في الموروث الثقافي الحساني الأصيل.