روبرت بريفوست.. أول أمريكي على رأس الكنيسة الكاثوليكية: لحظة تاريخية تعيد تشكيل المشهد الروحي العالمي

الخميس 08 مايو 2025
NB-111914-638823323417041889
NB-111914-638823323417041889

 

في سابقة لم يشهدها تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ تأسيسها، انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست مساء الخميس بابا جديدًا للفاتيكان، خلفًا للبابا فرنسيس، ليصبح أول شخصية أمريكية تتولى المنصب الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية التي يفوق عدد أتباعها مليارًا و400 مليون حول العالم.

 

اللحظة التي خطفت أنفاس العالم جاءت بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، وهي الإشارة المقدسة التي تنتظرها جماهير المؤمنين لإعلان توافق مجمع الكرادلة على اسم الحبر الأعظم الجديد.

 

انتخاب بريفوست، الذي ينتمي إلى القارة الأمريكية الشمالية، يعدّ تحولًا رمزيًا عميقًا في بنية السلطة الروحية للكنيسة، ويعكس بوضوح انتقال مركز الثقل الكاثوليكي من أوروبا إلى قارات العالم الجديد، حيث تشهد الكنيسة نموًا ديمغرافيًا وفكريًا ملحوظًا.

 

لم يكن اسم بريفوست في طليعة التوقعات، إلا أن تجربته الطويلة، ومكانته في دوائر صنع القرار داخل الفاتيكان، جعلت منه خيارًا توافقيًا، خاصة في ظل سمعته كمدافع شرس عن قضايا العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، والانفتاح الديني.

 

قبل انتخابه، كان البابا الجديد يشغل منصب رئيس مجمع الأساقفة، إحدى أهم الدوائر الفاتيكانية المسؤولة عن تنسيق عمل الأساقفة الكاثوليك حول العالم. وخلال سنوات خدمته، عُرف بريفوست بصلابته الفكرية واعتداله العقائدي، وقدرته على الجمع بين التقاليد الكنسية والإصلاحات التدريجية.

 

كما ارتبط اسمه بمواقف واضحة تدعم الحوار بين الأديان، والدفاع عن حقوق اللاجئين والفقراء، وقضايا المناخ، وهي ملفات تضعه في موقع تكميلي وربما تطوري لإرث البابا الراحل فرنسيس، الذي أعاد للكرسي الرسولي وهجه الأخلاقي والإنساني.