لغزيوي يكتب عن.. عبد الإله ودنيا!

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 01 مايو 2025
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927

الشباب فالقلب! 

فرحتنا، جميعا، كانت لا توصف بعودة الزعيم عبد الإله بن كيران إلى قيادة سفينة «العدالة والتنمية». 

هذه العودة كانت انتصارا للديمقراطيتين معا، الداخلية والخارجية. وكانت علامة على أن الذهب لا يصدأ، وأن الأسد لا يكف أبدا عن الزئير، وعلى أن «الناس معادن»، وعلى أن خير الأمور أوسطها، وعلى أنه «اللي ما خرج من الدنيا ما خرج من عقايبها»، ويمكنك أن تواصل بالحكم والأمثال إلى أن ينتهي رصيدك من الحفظ فيها، أو إلى أن يغمى عليك والسلام. 

نعم، المغرب يحتاج أن يكون حزب «العدالة والتنمية» قويا تماما مثلما يحتاح أن يكون حزب «السبع»، أو حزب «المظلة»، أو حزب «الفيل» أو بقية الأحزاب قوية، لذلك «هاليلويا»، ولنفرح كثيرا، ولنحمدل ولنحوقل ولنبسمل، ولنفعل كل شيء، دون نسيان طرح السؤال: متى سيصبح لحزب «العدالة والتنمية» زعيم شاب جديد؟ 

الجواب نعرفه وتعرفونه، وتعرفه الحياة الحزبية المغربية جيدا: «نهار يأذن سيدي ربي». 

في الأحزاب المغربية، كلها دون أي استثناء، من يساريها إلى اليمين، ومن مقتنعها بالبرلمان إلى حركة قومة الطوفان الخرافية، منطق «ما تبدل صاحبك غير بما اكرف»، هو المنطق الوحيد المتفق عليه، والمصادق على كل آياته من كل الأعضاء والفروع والمكاتب والتنسيقيات، وبالإجماع من فضلكم أيها السادة. 

يخشى الحزبي المغربي، والحزبية المغربية، الغضب وخسران الدنيا والدين، إن هما غيرا والدهما أو جدهما الزعيم، أو في حالات أسوأ جد جدهما لمن أطال الله له العمر، وأوصله إلى أرذله، ويحسان أنهما إن قاما بهذا التغيير فسيدخلان زمرة «مساخط الوالدين»، والمغاربة في حكاية «السخط والرضا» هذه حاسمون: هي الأولى، وما تبقى يأتي بعدها. 

طبعا يتسبب الأمر في عزوف الشباب عن السياسة وعن الأحزاب، لأن الصغار يعرفون أنهم لن يكونوا قادة إلا بعد بلوغ السن الذي يسمح لك بالالتحاق بـ«مجمع الكرادلة» الذين يختارون بابا الكاثوليك الجديد هذه الأيام، والذين يعيبون على كاردينال مارسيليا مثلا أنه صغير السن على المنصب لأنه لا يبلغ إلا 79 سنة فقط، لكن هذا الأمر لا يهم. 

إذ ما حاجتنا للشباب وللوجوه السياسية الجديدة ونحن لدينا «سي عبديلاه اللي كيفوج علينا مسكين»، والذي لا يوجد له نظير في القيادات الحزبية كلها؟ 

فعلا، ما حاجتنا لهذا التجديد المعيب؟ 

واصل، بدون فواصل، أو اعتبر فاصل الدكتور العثماني الطيب مجرد استراحة في صالون لا ندري إن كان قد اكتمل تأثيثه، أم لازال ناقصا ينتظر مزيدا من الأثاث، والآن حان وقت القطف من جديد. 

مبروك للحزبي المغربي هذا الخلود، ولا اعتراض أبدا كالعادة، إلى أن يقضي رب العزة الأمر الذي كان مفعولا.

 

«صحافة دنيا!»

الكثيرون لم يعجبهم أن تعتدي دنيا باطما وشقيقتها على زميلنا كاميرامان موقع «آش نيوز»، وأن تختطف الشقيقتان «الميكروفون»، وأن تقطعه (الديفا) أمام أنظار الجميع، قبل الدخول لتقديم فيلمها الجديد (البوز). 

العبد لله يعتبر ألا شيء يتطلب الغضب، أو في الحقيقة الشيء الفعلي الذي يتطلب الحزن لأجله هو عدد كل تلك الميكروفونات التي حضرت للإنصات للشقيقتين. 

وأنا لا أعرف بالتحديد ما الذي كانتا ستقولانه من إفادات سينمائية وموسيقية حضر من أجلها كل أولئك الصحافيون وكل تلك الميكروفونات، لكنني متأكد أن العدد مبالغ فيه، ومتيقن بأنه كان من الممكن عدم الذهاب إلى المركب السينمائي الذي احتضن العرض الأول، أو الثاني أو الثالث لا يهم، للفيلم، عوض مد مكبر الصوت لابتسام ودنيا، ثم رؤيتهما وهما يقطعان «البونجة» بذلك الشكل الكئيب. 

في كل الحالات، «الفيلم» يسمى «البوز»، إذن لا إشكال أيها السادة والسيدات، لا إشكال إطلاقا.