أطلقت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 بالدار البيضاء، مشروعها المجتمعي الوطني المرتبط بالنظرة الحاطة من قيمة أعمال الرعاية والأشغال المنزلية الغير معترف بها التي تقوم بها النساء، وذلك باعتبارها صورة من صور اللامساواة الجندرية داخل المجتمع المغربي.
المشروع الذي يتزامن مع تخليد الجمعية ليوم العمال يوم غد الخميس فاتح ماي، رفع شعار "شقا الدار ماشي حكرة"، وذلك على امتداد أشهر، حيث من المنتظر اختتام البرنامج في شهر شتنبر 2026، بهدف العمل على توسيع دائرة الفئات المستهدفة للانخراط في هذا المشروع المجتمعي الهادف لتثمين الأدوار المتعددة للنساء داخل المنازل دون مقابل مادي يذكر، حيث تتحمل المرأة يوميا عبء التنظيف، الطهي، الدعم المدرسي، العناية بكبار السن وغيرها من المهام التي تحفظ التوازن الأسري وتجنب العائلات عبء المصاريف المؤدى عنها.
وانتقدت المديرة التنفيذية لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بشرى عبده، خلال كلمتها بالندوة الصحفية الغبن الذي تتعرض له النساء بسبب عدم الاعتراف بمجهوداتهن داخل المنزل الى جانب مهام اخرى خارجه، موضحة أن هذه الحملة تضع نصب عينها تفكيك الصور النمطية المرتبطة بالعمل المنزلي، وتضع أسس عقد اجتماعي أكثر عدلا داخل الأسرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واستحضرت عبده معطيات المندوبية السامية للتخطيط، التي أشارت أن المغربيات ينجزن أكثر من 90 في المائة من إجمالي الوقت المخصص للأعمال المنزلية، وذلك بمعدل خمس ساعات يوميا، مقابل 43 دقيقة فقط للرجال، ما يعكس "خللا زمنيا صارخا يلقي بثقله على مسارات النساء المهنية والشخصية ويضعف فرص المساواة" تقول عبده التي وصفت العمل المنزلي غير المؤدى عنه، بكونه أحد الزوايا العمياء في النسيج المجتمعي.

من جهتها، أشارت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، مريم النصيري، أن الرهان اليوم قوي على إشراك الرجال في هذه الحملة، وذلك بمختلف فئاتهم العمرية والتعليمية والوظيفية، سواء كانوا فنانين أو جمعويين أو رجال دين، أو أساتذة، للمساهمة في تغيير الصور النمطية المرتبطة بعمل المرأة المنزلي، انطلاقا من تغيير النظرة الذكورية للموضوع، عبر التوعية داخل كل الفضاءات الممكنة عبر استهداف 50 ألف شاب.
وخلال استعراضها لهذا المشروع الوطني في نسخته الأولى، أوضحت رجاء حمين، بصفتها منسقة للمشروع، أن هناك استعدادا كبيرا لإنجاح هذه الخطوة الطموحة التي تروم تقليص العبء الملقى على عاتق النساء بمعدل ساعة يومية داخل الأسر المستهدفة، من خلال إشراك الرجال وذلك عبر تعبئة شاملة ستوظف حملات التوعية داخل المؤسسات التعليمية، وإطلاق حملات رقمية، وتنظيم عروض رياضية، ومسرح متنقل، وانتاج افلام قصيرة وبودكاست بتنسيق مع الشباب، إلى جانب إطلاق تطبيق محمول يضمن التتبع الدقيق والمرافقة لهذه الحملة الممتدة لأزيد من سنة، ما يتيح للأسر المشاركة في هذه التجربة قياس حجم العبء المنزلي اليومي، ما يتيح للساهرين على المشروع رصد التغيرات في سلوك 100 أسرة، إلى جانب تأطير آلاف الشباب المعول على مشاركتهم في إحداث تحول بنيوي حول العمل المنزلي وضرورة تقاسمه بين الجنسين.
تجدر الإشارة أن هذا المشروع بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبالتعاون مع شبكة من الجمعيات الوطنية ضمن البرنامج الإقليمي Dare to Care الذي يروم تفكيك التصورات الذكورية التقليدية ومراجعة المعايير الاجتماعية المكرسة للتمييز الجندري.