بعد طول انتظار، عادت النشرة الجوية تورد أرقاما مفرحة لميليمترات الأمطار وسنتيميترات الثلوج. هو استبشار بعودة الحياة للزرع والضرع ولطمأنينة الأنفس. غير أن التساقطات المطرية التي عمت المغرب هذه الأيام كشفت عن ضعف البنيات التحتية سواء في مواجهة السيول الجارفة أو تلك المتعلقة بالاحتفاظ بالمياه وحفظها من الضياع.
هناك حقيقة أصبحت واقعا، ولم تعد مجرد توقعات، وهي أن هناك تغيرا في المناخ. وما عاشه المغرب من جفاف، وما نعيشه هذه الأيام من عواصف وموجات شبه متطرفة، وقد تكون أكثر شدة، له ارتباط بالتغيرات المناخية.
حسب مختصين، فإن مناخ المغرب تغير، وعلينا أن نستعد لنتائج ذلك. هناك إذن تحديات بيئية سوف تؤثر في حياتنا، وبعض هذه التحديات أصبحت خطرا على المغرب ومستقبله واستدامته. هذه التحديات تتمثل في ندرة المياه وفي ظاهرة التصحر والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
هي تحديات مرتبطة بالتغيرات المناخية وما تسببه من جفاف أو أعاصير وغيرها من الأشياء التي تؤثر على الحياة على كوكب الأرض.
لقد عانى المغرب في السنوات الأخيرة من جفاف صعب مس حياة الناس. فقد قل الماء وتضررت الفلاحة، وعم الغلاء وتعقدت حياة الناس.. نحن إذن أمام واقع يتطلب التسلح بمنهجية علمية وسلوك صارم وعمل استباقي واستدراك ما حصل تأخير بخصوصه.
لمواجهة تحديات التغيرات المناخية في بلادنا، خصوصا التقلبات مثل التساقطات المطرية الغزيرة، أو الجفاف، لا بد من تحسين البنيات التحتية وتعزيز القدرة على التكيف مع هذه التغيرات.
هناك أولا حاجة إلى إدارة الموارد المائية، سواء ببناء وصيانة السدود وتعزيزها لتكون لها القدرة على تخزين المياه في فترة الأمطار الغزيرة قصد استخدامها في فترات الجفاف. أيضا إعادة تدوير المياه لاستخدامها في سقي المزروعات. أيضا هناك حاجة ماسة وملحة لتعزيز البنيات التحتية لمواجهة الفيضانات.
فكميات التساقطات المرتبطة بالأعاصير والعواصف، يمكن أن تفوق قدرة قنوات الصرف الصحي كما هي مصممة حاليا. وقد عاشت مجموعة من المدن هذه الأيام اختناقات في قنوات الصرف الصحي مما أثر على حركة السير والجولان وأيضا على السكان والمباني.
كما أن هناك حاجة إلى خلق بنيات لحفظ مياه الأمطار من الضياع، وذلك من خلال تخزينها، وهذا الأمر يتطلب إبداعا هندسة وأفكارا جديدة للحفاظ على الماء.
إلى جانب كل هذا هناك حاجة إلى تسريع الاستثمار في مجال الطاقات المجدية واستغلال مياه البحر لتكون صالحة للسقي الزراعي والماء الصالح للشرب.
هي تحديات تتطلب أكثر ما تتطلبه، السرعة في الإنجاز. فالوقت ليس في صالحنا، وعلى الجهات المسؤولة والمجتمع أخذ الموضوع بأقصى درجات الحزم والجدية، فالأمر متعلق بمسألة الحياة.