لم يغب علينا هلالك سيدتي؟فأنت دائمة البهاء في سمائنا.نتلمس ضوأه الناعم على قلوبنا.
كنت أعرف أن قلبك لن يصمد طويلا، لكن إصرارك وحبك للحياة . ،كانا أقوى .الإبتسامة العريضة لم تفارقك.كانت نبرات صوتك تتسلل بتثاقل عبر أثير هاتفك وانت تخاطبينني . أدركت حينها أن صعوبة التنفس نالت من قواك.لكن رغم ذاك كانت "البحة" السحرية تصارع وتتحدى معك الألم ،وحافظت على بريقها.وكانت أحاسيسك الوردية تتلمس قلوب الناس بنعومة الكبار. كم واسيت وكم عالجت وكم داويت ونرجيت الله ..الله يشاقيك.بكن حكمة الله وإرادته .شاء وقدر. أتذكر حينما حملت الخبر السعيد للزملاء بجريدة الأحداث المغربية وأخبرتهم أن لالة نعيمة وافقت على فتح قلبها لجمهورها ، من خلال حوار لن أنساه أبدا.تجندوا مشكورين ونشروه في أحلى حلة تليق بعظمتهابعنوان جميل ورائع (حصري جدا).الموافقة لم تكن سهلة " ولدي حليم،والله حتا خايفة شحال هادي ماشافني جمهوري،،،اش غادي نقول ليهم" طمأنتها بأنها دائمة الحضور داخل قلوب الناس،وأن أغانيها الخالدة تنوب وتتحدث عنها.رغم محاولتي هاته قالت لي " أنا ثايقة في الله وفيك انت ياحليم وفي الأحداث المغربية،غادين تكبرو بي ". كل هذا الحوار جرى عبر الهاتف." لالة نعيمة،نعرف قيمتك الفنية وعظمتك الإنسانية ،لنا الشرف استضافتك عبر الجريدة ،فلا يمكن أن نخون هذا الشرف". وبالفعل اقتنعت بالفكرة،ومن خلال كل مكالمة لم تدم أكثر من عشرة دقائق،مراعاة لصحتها .كنت آخذ منها الكثير من الكلام
الهادف. وهكذا ذواليك إلى ان أنهينا الحوار في ظرف أسبوع.
سألتني مرة " كيف حال الأغنية المغربية،مبقايت متبعاها بزاف" ،قلت لها" لم تعد تبشر بالخير، اختلط الحابل بالنابل،وتشابهت علينا المقامات والكلمات " .ولأن قلبها طيب أجابتني بذكاء " دائما في الحياة ،هناك الصالح والطالح،هادوك وليداتنا كاملين تغيرات الوقت" قلت لها " رغم ذلك لالة نعيمة تبقى الكلمة كلمة واللحن لحنا ". رحمك الله أيتها الأيقونة المغربية ، لن تتكرري أبدا .عزاؤنا الوحيد في فقدانك هي أغانيك الرائدة، التي ستظل خالدة في قلوبنا.إنه الإرث الأبدي الذي سيتقاسمه المغاربة والعالم كله.شكرا لك على ماقدمتيه للأغنية المغربية.شكرا على المتعة الموسيقية التي أدخلتيها إلى كل البيوت.شكرا على " بحتك" النافذة إلى قلوبنا وأفئدتنا بسلاسة وبلا استئذان. كانت إطلالاتك تسلب قلوبنا وعقولنا.فأنت أميرة الطرب ب " التكشيطة" المغربية.انت بلسم لجراحنا نعيش معك لحظات لن تنسى.فعندما غنيت " ياك جرحي"، أي
يقظت أوجاعنا وجراحنا.وعندما غنيت " غاب علي لهلال" تذكرت كل أم فراق أولادها ،أو أحد من أقاربها،وتذكرت كل حبيبة حبيبها.وعندما غنيت للملك وللوطن ، مع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي،شعرنا بعظمة المملكة المغربية بقائدها وشعبها.
وداعا سيدتي،صاحبة القلب الطيب ،" ختا شيما عزيتو فيك".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });