بوعياش: يجب استحضار العدالة الاقتصادية ضمن سياسات جبر الضرر بالمجتمعات الإفريقية

بنزين سكينة الجمعة 02 مايو 2025

 

دعت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، إلى إعادة التفكير في "العدالة التعويضية" من منظور التحديات الإفريقية الراهنة، مشيرة أن القارة " تحمل منذ قرون وصمة نظام غير عادل، جعل من تجارة البشر أساساً لتكوين الثروات على حساب معاناة ومآسي إفريقية مهولة".

وأوضحت بوعياش خلال اختتام المنتدى الإفريقي  للمنظمات غير الحكومية في إطار الدور 83 للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، نهاية شهر أبريل، أن مصير أجيال كاملة كان رهين ممارسات  ظالمة وحاطة من الكرامة، جعلت من الإنسان الإفريقي ضحية للمتجارة في البشر والعبودية والإخضاع الاستعماري، ما خلف ندوبا غائرة جردت الإنسان الإفريقي من كافة حقوقه، وهو ما يتطلب اليوم ترافعا للمناداة بجبر أضرار الماضي بإفريقيا.

وأكدت بوعياش في كلمتها الترافعية التي ألقتها عن بعد،  خلال هذا الحدث الذي رفع هذه السنة شعار  "سنة جبر الأضرار: العدالة للأفارقة والأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي من خلال جبر الضرر"، أن صور الشتات التي تعاني منها القارة الإفريقية اليوم، تجسد الذاكرة الحية لمعاناة الماضي ما يغذي الظلم المتواصل التي تعاني القارة من تداعياته لحدود اليوم، في ظل عدد من التحديات التي تعيق عملية جبر الضرر في ظل الفوارق القائمة.

ودعت بوعياش إلى إشراك الأطراف المتضررة من الانتهاكات في عملية جبر الضرر، كنوع من الإقرار الصريح بحقوقهم التي تعرضت للانتهاك على مدى قرون من طرف القوى الاستعمارية، مؤكدة أن جبر الضرر ليس مجرد محاولة لتجاوز الآم الماضي، بل جزء من مسار متواصل لإرساء تحولات هيكلية مستدامة، وإلتزام جماعي بإعادة تصور المستقبل من خلال استحضار العدالة الاقتصادية ضمن سياسات جبر الضرر المتضمنة لبرامج تنمية مستدامة مخصصة للمجتمعات المهمشة تاريخياً، إلى جانب تشجيع المبادرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يقودها الأفارقة داخل القارة وخارجها.