تنظم دار الشعر بمراكش، يوم الجمعة 21 فبراير ، بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، ضمن فقرة جديدة من برنامجها "شاعر ومترجمه"، استضافة شعرية كونية جديدة ضمن انفتاح الدار على جغرافيات الشعر العالمية، وتحتفي هذه اللحظة الشعرية والثقافية الهامة بالشاعر السويسري برينو مرسييه، (أو عبدالكريم بعدما أشهر إسلامه، وهو من أصول فرنسية ومن مواليد 1957)، والذي تربطه بالمغرب وشائج شعرية وسحرية، ولعل ديوانه الصادر أخيرا "حدائق مراكش" عن منشورات كراس المتوحد والذي سيتم تقديمه وتوقيعه ضمن فقرة "الديوان"، يؤكد هذه العلاقة الممتدة في المكان والإقامة في اللغة.
ويشارك مترجمه الكاتب عبدالغفار سويريجي، مدير دار النشر كراس المتوحد، والتي خصصت مشروعها للشعر وللترجمة والإصدارات المنفتحة على التعبير الإنساني. كما يحضر الى جانب الشاعر ومترجمه، الفنان "الكناوي" يونس باكو.
الفقرة سبق لها أن استضافت الشاعر الكولومبي خورخي توريس ميدينا ، والكاتب والفنان الأمريكي مارك ليبمان، والشاعرة والروائية الفرنسية لوسيل برنار، وهي تروم الترسيخ لحوار ينفتح على خصوصيات المنجز الشعري الكوني.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
تجدر الإشارة أن كتابة الشاعر السويسري (من أصل فرنسي) برينو مرسييه، ولد عام 1957، ذات "طابع إنساني وتتوجه الى ترسيخ قيم التسامح، منذ أن اكتشف الشاعر داخل مكتبة بابل حضارة الإسلام وثقافة العراق.. وفي قصائد الشاعر استعادة لصور الخراب والموت، وتعكس من جهة أخرى حياة الصمود.. وغالبا ما يسطع ضوء في آخر القصيدة،.. ويستمد النص الشعري قوته من تمازج تقنيات عديدة: تستثمر الكتابة تقنية التصوير الفوتوغرافي؛ يتشظى الضوء داخل النص".
وقدمت منشورات كراس المتوحد، والتي يديرها الكاتب والمترجم عبدالغفار سويريجي، العديد من إصدارات الشاعر، آخرها ديوان "حدائق مراكش" وهو الديوان الذي يضم العديد من قصائد "الأمكنة والمدن المغربية، كمراكش والصويرة وأسفي والقنيطرة وصفرو والناظور والدارالبيضاء..". هذا الديوان الشعري للشاعر السويسري من أصل فرنسي برينو مرسييه، صدر بلغتين عربية وفرنسية عن دار نشر كراس المتوحد. ويؤكد المترجم سويريجي، أن نصوص الشاعر مرسيه تحتفي "بسحر العناصر: كتب ضوء الهواء، ضوء الماء، ضوء التراب وضوء النار.. ويتمثل الإحساس في شعره عبر لغة وطريقة خاصة، لذلك تشتغل هكذا عناصر في أفق حركية خاصة..".
يكتب مرسييه القصيدة الحرة بلغة شفافة مباشرة، ولعل إدانة الشاعر للحروب واضحة، وقد احتفت قصائده بغزة وقد كان كتابه الشعري ضمن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، كما خاض تجربة شعرية وفنية مع الفنان والخطاط المغربي، المراكش الحسن الفرساوي، في ديوان "سر أوكرانيا"، يتضمن قصائد كتبها الشاعر السويسري برينو مرسييه عن المغرب وبلدان أخرى، جنبا إلى جنب مع مجموعة من اللوحات الفنية للفنان المغربي الحسن الفرساوي، تدخل في إطار التجربة الجديدة التي أسماها "شعرغرافيا"، مازجا بين الكتابي والبصري، حيث ينسج الكتاب، علاقات وثيقة مع فن السيرة الذاتية، إذ يروي الشاعر تلك اللحظات المثيرة التي التقطتها عيناه خلال أسفاره في المغرب والبعض من بلدان المشرق، ليصبح كل مشهد من الحياة البسيطة جوهر القصيدة.