الخيايطة.. قصة شواء ودخان تحول إلى ركام

رشيد قبول الثلاثاء 11 فبراير 2025

"انتهى زمن التشنشيط"، بهذه العبارة الدالة اختار "العرش الطنطنات" وهو أحد الزبائن المخلصين والمداومين على ما كانت تعرضه محلات الجزارة ومقاهي الشواء الواقعة على الطريق الوطنية رقم 1، ضمن النفوذ الترابي لجماعة الخيايطة التابعة لعمالة إقليم برشيد، تلخيص المآل الذي آلت إليه بعض المرافق التجارية التي دأب على زيارتها رفقة أصدقائه، كلما اشتهى التمتع بوجبة شواء، قوامها لحم عجول توصف بأنها "بلدية"، ولم تخالطها بعض لحوم العجول الرومية" المستوردة من الخارج."

فصباح أمس الاثنين، 10 فبراير الجاري، وقعت جرافات الهدم التي أشرفت عليها السلطات المحلية بقياد الخيايطة/الساحل "شهادة وفاة" دكاكين الجزارة ومقاهي الشواء بالخيايطة، لتنتهي بذلك مسيرة عقود من التجارة، التي وإن كانت بعض فضاءاتها تفتقر إلى كثير من مقومات النظافة والشروط الصحية، إلا أنها كانت تستقطب الكثير من الزبائن الذين ألفوا تناول وجباتهم في هذه المحلات الشعبية.

فبداية الأسبوع الجاري كان قرار الهدم الذي جرى تنفيذه دون تسجيل أية ردة فعل ممن طالهم هذا القرار، ووحدها الذكريات التي تم نسجها في هذه الفضاءات، سواء لدى التجار أو الزبائن، ظلت أشرطتها تدور في مخيلات وأذهان كل من تابعوا عملية الهدم، مكتفين بترديد مقولة: "ما يدوم الحال".

وحسب ما أفادت به مصادر من المنطقة فإن عملية الهدم "تدخل في إطار مشروع توسعة الطريق الوطنية (رقم 1)، الدارالبيضاء/الجديدة، خاصة المقطع الرابط بين مدارة "العراقي" وإلى غاية النقطة الكلمترية (23)"، وهي التوسعة التي من شأنها أن "تساهم في تحسين حركة السير والجولان بهذه الطريق التي كانت تشهد اكتظاظا كبيرا في ظل الضيق الذي كانت تعرفه، وكذا تآكل بنيتها التحتية".

لكن يظهر أن هذه التوسعة، وإن أتت على أرزاق ومصدر قوت العشرات من أصحاب المحلات التي كانت تحتضن دكاكين الجزارة ومقاهي الشواء، وكذا بعض محلات المواد الغذائية، فإنها تدخل في إطار النهوض بوضعية أجزاء مهمة من الطريق الوطنية التي ساهمت وضعيتها المتردية في وقوع الكثير من الحوادث الأليمة، ذلك أن هذه الطريق تعتبر شريانا حيويا، يربط بين الدارالبيضاء، انطلاقا من ليساسفة إلى غاية حد السوالم.

وقد عاينت (أحداث أنفو) خلال زيارة لها أمس الاثنين تسارع وتيرة الأشغال التي تقوم بها الشركة المكلفة، على قدم وساق، من أجل تخليص مستعملي الطريق من المحنة التي يتكبدونها والاكتظاظ الكبير الذي تعرفه هذه الطريق.