رئيس مجلس علماء بوركينافاسو: إفريقيا أول قارة آوت الإسلام ووفرت الأمن والسلام للمستضعفين

سكينة بنزين الخميس 23 يناير 2025

سلطت مجلة العلماء الأفارقة الضوء على جهود العلماء الأفارقة في خدمة الحديث النبوي الشريف، وذلك في إطار جهودها العلمية للعناية بالدراسات الإسلامية والثوابت المشتركة بين بلدان افريقيا.

وأكد مدير تحرير المجلة ،عبد الحميد العلمي، في كلمته الافتتاحية أن اختيار موضوع السنة يشكل واحدا من أجل الأمور في العلوم الدينية،  مضيفا أن علماء البلدان الإفريقية كان لهم دور كبير في خدمة الحديث النبوي سواء تعلق الأمر بالحفظ أو الفهم أو التأليف.

من جهته، عرج الرئيس الشرفي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع بوركينافاسو، ورئيس مجلس العلماء ببوركينافاسو، أبو بكر دوكوري، في ورقة بحثية محكمة اطلع عليها موقع "أحداث أنفو"، على أهم المحطات التي عرفها تدوين الحديث النبوي والشبهات التي رافقته في الماضي والحاضر، مبرزا الدور الكبير الذي لعبه علماء افريقيا للاهتمام بالحديث النبوي باعتباره المصدر الثاني للدين، مستحضرا الصحابي بلال الحبشي كواحد من الصحابة الأفارقة الذين كانوا سباقين للدخول في الإسلام والتضحية بروحه في سبيل نشره، معتبرا أن القارة الإفريقية أول قارة آوت الإسلام ووفرت الأمن والحماية والسلام للمسلمين المستضعفين في الأرض.

رئيس مجلس العلماء ببوركينافاسو، قدم نماذج من علماء القارة الافريقية الذين تركوا بصمة كبيرة في القارة عبر خدمة الحديث النبوي الذي انعكست معانيه في حياة المواطنين، في مقدمتهم الشيخ عبد الله بن فودي، ذي الأصول السنغالية المولود في نيجيريا، والذي كان الشقيق الأصغر للشيخ المجدد عثمان بن فودي الذي أسس مملكة إسلامية في شمال نيجيريا، حيث تعمق في دراسة العربية ليتفرغ للتأليف تاركا 170 كتابا يعكس الجهود الجبارة لعلماء القارة في الحفاظ على الحديث النبوي.

أما الشيخ الثاني ، فهو صالح بن محمد العمري، المعروف بالفلاني، وهو أحد أبرز علماء المالكية في عصره بالمدينة المنورة، وذلك بعد تنقله بين المغرب وتونس وبلاد شنقيط لطلب العلم، إلى جانب الشيخ محمد هاشم المالكي المدني، المشهور بألفا هاشمي المولود بالسنغال،الذي كان مرجعا في التدريس والفتوى رغم صغر سنة، قبل أن يضطر لمغادرة السنغال بعد الغزو الفرنسي الذي عرضه للكثير من المتاعب، ليتجه بعدها إلى مكة قبل أن يصبح أحد أعلام التدريس بالمسجد النبوي.

وأشار الرئيس الشرفي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع بوركينافاسو، أن علماء إفريقيا تمسكوا بعلم الحديث لفهم العقيدة والشريعة والسلوك، إيمانا منهم أن العلماء هم ورثة الأنبياء، مؤكدين أنه لا إصلاح إلا بعد الصلاح، ما دفعهم للاجتهاد من أجل التمسك بالسنة ليصبحوا علماء ربانيين مؤثرين في مجتمعاتهم الإفريقية.