الرمضاني: مكان إلياس السطح وليس السجن !

الاثنين 04 نوفمبر 2024
No Image

في تدوينة على صفحته الفيسبوكية كتب الزميل والصحافي رضوان الرمضاني أن المالكي ليس إلا نموذجا لجيلٍ افتراضي عنيد. وقال:

كثيرً مِمَّن سخروا مني حين استضفتُ الستريمر
إلياس المالكي #بدون_لغة_خشب خرجوا، في الأيامِ الأخيرة، يُنظِّرون في قضيته، بكثيرٍ من التعالم والتعالي.

ظاهريا، ربما اتضح لهم، متأخرين، أن الشاب إلياس صاحبُ تأثيرٍ منقطعِ النظير، وحضورُه استثنائيٌّ، وصداهُ غيرُ مسبوقٍ، تجاوزَ الساحة الافتراضية إلى الواقع.

وفي الواقع، يُثبِتُ بعض هؤلاء أنهم مجرد لاهثين في أنفاق المشاهدات والإعجابات. حتى وإن كان كلامُهم مجرد سحب رعدية تدمر أكثر مما تفيد.

في نهاية المطاف، هم صناع ضجيج افتراضي. يثرثرون ويطرطرون.

وهذا التعامل، المتعالم والمتعالي، مع الظواهر الافتراضية هو عُمقُ المأزق الذي يضعنا فيه إلياس المالكي.

والمالكي هنا ليس إلا نموذجا لجيلٍ افتراضي عنيد، لا نواجهه بما يكفي من الجدية والاعتراف، بل نصدُّهُ بما أوتِينا من كسلٍ، تحت شعار بليد هو: #التفاهة

وحين نستسلم إلى أننا انتصرنا بالاستعمال المفرط لمفهوم خادعٍ وفضفاضٍ، هو التفاهة، يصدمنا الواقع، فنشرعُ، في سرعةٍ وتسرعٍ، في محاولةِ لملمةِ ما تبقى لنا من علاقةٍ بعدا الواقع الجديد، بحثا عن منفذٍ يؤدي بنا إلى عالمٍ أحكمنا إغلاقَه بتكلسنا الجيلي الذي يحسب كل جديد تافها ومنحرفا وما جاور ذلك من الأحكام الجاهزة البئيسة.

ها هو إلياس في السجن!

ماذا تغير؟

هل حُلَّ المشكل؟

هل انتهت "تفاهته"؟

هل انتهى قبله طوطو؟

هل انتهى الآخرون؟

هل يشعر "العميقون" بالارتياح؟

هل سادت "الجدية" ربوع الكون؟

لا. لن ينتهي إلياس المالكي.

ولن ينتهي طوطو.

ولن ينتهي الآخرون.

كل ما حدث، ويحدث، أننا نزيد الهوة مع جيل قد يكون الأغلبية في هذا المجتمع. جيل فيه التائه. وفيه الموهوب. وفيه الحاقد. وفيه فاقد الأمل. وفيه الضائع. وفيه، وفيه، وفيه…

إنما لا من ينصِت إليه.

مكان إلياس المالكي في السطح، لا في السجن.