يبحث أحد المفرج عنهم مؤخرا، في العفو الملكي الكريم بمناسبة عيد العرش المجيد، عن "البوز" (بالريق الناشف)، ويحاول بكل الوسائل أن يشير إلى نفسه، وأن يثير الانتباه، لأنه يعرف جيدا أنه إذا لم ينجح في هذا المسعى الآن، فلن ينجح فيه أبدا. الذين التقوا هذا الشخص بعد الإفراج عنه يقولون إنهم لاحظوا تغيرا كبيرا في صحته العقلية، بل إن من بينهم من نصح زوجته، بصدق ودون سوء نية، أن تراجع به طبيبا نفسانيا، لأن ماعاشه في السنوات الأخيرة ليس أمرا عاديا ولا سهلا، ومن الطبيعي أن يلجأ لجلسات يتقبل فيها الأمر أولا، ثم يتقبل الحقيقة الجديدة التي تقول إنه لم يعد في السجن الآن، وأن المستقبل أمامه لكي يشتغل فيه إذا كان يجيد صنعة ما بالفعل. هذا الشخص لايهمنا، واتفاقنا هنا كان هو عدم الكتابة عنه (رفقة شلته) لاخيرا ولاشرا، لأننا خبرناه قبل هذا الوقت بوقت طويل، وعرفنا جيدا الطبيعة والمعدن، فاستغنينا. لكنه أشار إلى جريدتنا ضمن الحمق الذي يلوح به في كل مكان هاته الأيام، من خلال التطاول على زميلين لنا هنا، هما رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية الزميل عبد الكبير اخشيشن، والزميلة حنان رحاب، وذلك في حواره الأحمق الجديد مع جريدة معروفة أصلا بعدائها للمغرب، وتبعيتها المرتزقة والمالية لمخابرات الجزائر، مايفرض علينا هذا الكلام عنه، قسرا لا إرادة منا. رسالتنا إليه صغيرة وواضحة: من اعتقل بسبب وفي مثل ما اعتقلت أنت من أجله، يليق به الصمت الطويل، والتواري عن الأنظار خجلا. وحقيقة أنت تستطيع أن تكذب على العالم بأسره في هاته الحكاية، لكنك لاتستطيع أن تكذب على شخصين إثنين: نفسك، لأنك تعرف وتتذكر جيدا، وإن كنت في حالة غير طبيعية حين وقوع ماوقع، ما ارتكبته، ثم الشخص الذي ارتكبت في حقه فعلك القذر، وقد اضطر للخروج مجددا، بعد أن رأى عنترياتك الفارغة، لتذكيرك، وتذكير شهود الزور الموالين لك بحقيقة الملف كله من الألف إلى الياء. لذلك لاكلام لدينا لك، وإن تحدثت عن جريدتنا حتى يوم القيامة بسوء، إلا هذا: أرتق بكارتك أولا، وافعل أمرا ما ينسي الناس فعلك الفاضح واستعطافك بعد الفعل للضحية، وعبارة "ماشفتيني ماشفتك"، وأنت تترجاه ألا يقول شيئا لمن هي في حكم شريكة حياتك، وبعدها تستطيع أن تلعب دور المعارض الكبير، والصحافي الفطحل ذي المشروع الإعلامي الأكبر الذي يريد إنشاءه في المغرب، وبقية النكتة المضحكة التي يسخر منها المقربون منك من أدعياء النضال، قبل أن يسخر منها من يعرفون الأمور حقا وسيرها في البلد. راجع طبيبا نفسانيا، ياهذا، وبعدها سيفعل ربك خيرا بكل تأكيد.أصلا، ربك لايفعل إلا كل خير منذ بدء البدء، وحتى ختام الختام.