مع توالي الاعترافات بمغربية الصحراء وسيادته على أراضيه وأيضا الاشادة المتواصلة بجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي من طرف دول افريقية وأوربية وخليجة وغيرها, أصيبت الجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو بالسعار الى درجة اصدار بلاغات تهاجم فيها مواقف تلك ضدا على مطالبة المجتمع بضرورة ايجاد تسوية للنزاع المفتعل من اجل الأمن والاستقرار في المنطقة.
فالجبهة الانفصالية لم تتقبل تواصل فتح القنصليات العامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة والذي ارتفع إلى 29 قنصلية، منها 17 بالداخلة وغيرها بمدينة العيون مع ما يكتسيه ذلك من رمزية نجاح الدبلوماسي المغربية وتأكيد على التأييد الدولي لسيادة المغرب على كامل ترابه بما فيها الصحراء, وأيضا أفول الأطروحة الانفصالية المشروخة.
سعار المناوئين للوحدة الترابية للمملكة زاد تأججا بعد القرار الذي اتخدته مؤخرا الحكومة التشادية بفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة يوم 14 غشت الجاري تزامنا مع تخليد الذكرى ال45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب, ولذاك سارعت الجبهة الانفصالية الى الهجوم عليها وتأليب جمعيات تشادية على حكومة بلادها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
قبل ذلك لم تتقبل الجزائر الصفعة التي تلقتها من باريس باعلان دعمها لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية, ودخلت في هستيرية دبلوماسية باتخاد مواقف مرتجلة للانتقام من فرنسا ومنها سحب سفيرها من عاصمة الانوار, بل توعدتها على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف بأنها ستتخذ إجراءات إضافية ضد فرنسا.
سعار الجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو تأجج بعد توالي المواقف الواضحة من عدد من البلدان خاصة اسبانيا وفرنسا ومعها الولايات المتحدة الامريكية للوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه، بما في ذلك منطقة الصحراء وأيضا دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي قدمته المملكة سنة 2007، باعتباره الأساس الوحيد لحل موثوق به وواقعي لتسوية هذا النزاع الإقليمي"، و"إشادتها بجهود الأمم المتحدة كإطار حصري للتوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم للنزاع حول الصحراء".
ومع توالي انتكاساتها الدبلوماسية تسعى الجزائر لاستغلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي لكسب مواقف مؤيدة لصنيعتها الجمهورية الوهم ومعها جنوب افريقيا التي تحولت الى ساعي بريد لنقل رسائل قيادة البوليساريو الى مختلف هيئات الأمم المتحدة خاصة الجمعية العامة واللجنة الرابعة رغم معرفتها بالاختصاص الحصري لمجلس الامن في البث في النزاع المفتعل.
الجزائر استغلت مؤخرا موقعها بالهيئة الاممية لتضليل أعضاء المنتظم الأممي خلال المناقشة التي تمت في مجلس الأمن برئاسة جوليوس مادا بيو رئيس جمهورية سيراليون ، والمخصصة لموضوع " حفظ السلم والأمن الدوليين: رفع الظلم التاريخي وتعزيز التمثيلية الفعلية لإفريقيا في مجلس الأمن"، وهو ما دفع السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ، عمر هلال،الى ارسال رسالة جوابية إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن لدحض التصريح الاستفزازي والمضلل والمغلوط للأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية حول قضية الصحراء المغربية خلال اجتماع للمجلس رغم أنها غير مدرجة في جدول الاعمال.
في رسالته, فضح السفير المغربي مندوب الجزائر الذي قال انه "أطلق العنان ، كما العادة ، لكراهية بلده للمغرب وهوسه المرضي بالصحراء المغربية", متهما الجزائر بأنها "مهووسة بكراهية المغرب ويعاني من هوس مرضي بالصحراء المغربية". ليس ذلك فقط فقد فكك عمر هلال الخطاب التضليلي للجزائر ومناوراتها بشأن تقرير المصير, و اعتبر أن "الجزائر تلجأ إلى تفسير ماكر وانتقائي لهذا المبدأ، في محاولة يائسة لتضليل المجتمع الدولي, معتبرا أنها " تحاشى عن قصد الإشارة إلى أن القرار 1514 ينص بوضوح على أن الحق في تقرير المصير لا ينبغي ان يمس بأي حال من الأحوال بالوحدة الترابية للدول الأعضاء، ولا أن ينطبق على جزء من دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة", بل وأكد من جديد بأن "الصحراء المغربية هي اليوم موضوع مسلسل سياسي يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وذلك حصريا في إطار الفصل السادس المتعلق بالتسوية السلمية للنزاعات".
و أعاد عمر هلال الامور الى نصابها بشأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية والتي اعتبر انها "شكل عصري وملموس وديمقراطي لممارسة حق تقرير المصير" معتبرا أن ذلك هو "السبب الذي دفع مجلس الأمن الى التأكيد في قراراته العشرين المتتالية، منذ تقديم المبادرة سنة 2007، على سموها وجديتها ومصداقيتها", بل انه السبب الدي جعله يتمتع بدعم دولي واسع ومتزايد باعتباره الحل الوحيد والأوحد للتسوية النهائية لهذه القضية" .
سعار الجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو سببه الحقيقي هو نجاح دبلوماسية الحزم والصرامة التي تنهجها المملكة في ظل حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس وطيلة ربع قرن بخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة, ولذلك يغيضها الدعم المتزايد طيلة السنين الأخيرة لمقترح الحكم الذاتي المغربي, وتوالي الاعترافات بالسيادة المغربية على صحرائه, بل يغيضها أكثر اجماع الشعب المغربي ومعه ساكنة الأقاليم الجنوبية على أحد توابث الأمة وهو الوحدة التربية للمملكة, وأيضا ووقوفهم وراء جلالة الملك الذي لم يتردد في القول في خطابه السامي إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، أن "المغرب سيظل ثابتا في مواقفه. ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة", قبل أن يؤكد بحزم وصرامة أن المغرب سيواجه ا"كل المحاولات، التي تستهدف التشكيك، في الوضع القانوني للصحراء المغربية، أو في ممارسة سلطاته كاملة على أرضه، في أقاليمه الجنوبية، كما في الشمال". وأن ذلك " يقتضي من الجميع مضاعفة الجهود، ومواصلة اليقظة والتعبئة، للتعريف بعدالة قضيتنا، وبالتقدم الذي تعرفه بلادنا، والتصدي لمناورات الخصوم".