مهرجان الفنون الشعبية يكرم مبدع "بلادي يا زينة البلدان" بمراكش

رشيد قبول/ ت: محمد العدلاني الأحد 07 يوليو 2024

شكلت لحظة تكريم الفنان المغربي "نعمان لحلو" واحدة من اللحظات القوية في برنامج الدورة 53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، التي حضرها جمهور كبير تفاعل مع هذا الفنان الذي شكل موضوع التغني بمدن المغرب وجمالها تيمة رئيسية لعدد من أغانيه.

ففي لحظة تمثل ثقافة الاعتراف، اعتراف مدينة مراكش ومنظمي مهرجان الفنون الشعبية بأحد الوجوه الفنية التي تغنت بالوطن عندما شدت بكلمات الشاعر الغنائي "محمد الصقلي" ابن مدينة مراكش الذي بصم على كلمات رائعة (بلادي يا زينة البلدان)، وغنى لمراكش عندما اختار تلحين كلمات الشاعر نفسه التي تقول:

(مراكش با بهجة الايام

ويا الزاهية بأنوارك

زهوة لكل من راك

سعدات للساكنين واللي زارك)، اختار كذلك الفنان نعمان لحلو، باعتباره الوجه المكرم في المهرجان، أن يكرم بطريقته كاتب كلمات أغنيته الموسومتين (بلاي يا زينة البلدان ومراكش) داعيا هذا الشاعر/الإعلامي الذي قضى عقودا خلف الميكرفون إلى اعتلاء خشبة قصر المؤتمرات التي أثثتها عناصر الفرقة الموسيقية التي صاحبت نعمان لحلو في سهرة ليلة أمس السبت.

ولأن ليلة التكريم اتخذت من الاعتراف عنوانا لها، فإن نعمان لحلو سافر بالحاضرين في رحلات افتراضية حملهم خلالها عبر كلمات أغانيه انطلاقا من وزان إلى زاكورة وصولا إلى تافيلالت، ليعود بهم بعد ذلك للغناء عن مراكش وفاس ويبلغ في الأداء رائعته التي تغنى فيها بمدينة الشاون مؤكدا على الحاضرين مشاركته في غنائها، ليحط الرحال في موغادور/الصويرة، التي تقول كلمات أغنيتها: (قطعت جبال وسبع بحور ولفيت الدنيا عرض وطول.. ولا لقيت بحالك يا موغادور) ويحلق بعدها صوب طنجة مدينة البوغاز... وهي جميعها حواضر غنى لها نعمان لحلو وتغنى بها، سعيا للتعريف بها وذكر محاسنها في صور بهية تتغيى الاحتفاء ببلد مدنه تجر خلفها إرثا تاريخيا وتراثيا قديما.

لم ينس نعمان لحلو في غمرة الاحتفاء به في مهرجان مراكش "غزة الجريحة" التي غنى لآلمها، ناشدا الامل وداعيا لكي تتجاوز هذه البقعة العزيزة على نفوس المغاربة محنتها.

وخلال السهرة ذاتها اختار نعمان لحلو سرد كلمات أغنية سبق له أن كتبها، لكن يظهر أوان تلحينها لم يحن بعد، مكتفيا بإلقاء كلماتها على الحاضرين، حيث بدا أنها لا تخرج عن النمط الفني المحتفي بالتراث والثقافة والأصالة، سواء في العمران أو الأخلاق، الذي اختارخ وارتضاه "نعمان لحلو" مواضيع لما يؤديه من أغان تنتصر لـ "تمغرابيت" وما تزخر به بلادنا، وهو الذي استهل السهرة بالقول إن "هناك من يسعى لسرقة كل ما هو مغربي وينسبه لنفسه".