‘‘من الأم إلى الأم‘‘.. هند برادي تنقل أسرار الحمل والأمومة إلى عوالم الرواية والأدب

متابعة السبت 18 مايو 2024

بتوقيعها على روايتها الأولى "من الأم إلى الأم" الأربعاء الماضي بالرباط ضمن فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للكتاب ، أرادت الكاتبة هند برادي أن تساهم في إثراء أدب المرأة عموما من خلال تجربتها الروائية الأولى. 

يستكشف هذا العمل الروائي "العالم الداخلي للمرأة" مع أسئلة  متقاطعة حول الحمل والأمومة كخلفية، مع استهداف المساهمة متواضعة في الأدب النسائي الذي نادرا ما تناول هذه التيمة سابقا‘‘ تؤكد الكاتبة هند برادي في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل توقيع روايتها الأولى، ومن خلال تفاعل كبير للجمهور مع تيمة التجربة.

استمدت هند برادي الإلهام الذي دفعها لكتابة الرواية من تجربتها كأم شابة، فقد تصادف إنجازها مع أجازة أمومة، وتقول ‘‘أنها مقتنعة أننا عندما نعيش تجربة فأننا نكون أكثر قدرة على التحدث عنها، مبرزة أنه لا يوجد أفضل من المرأة ليروي قصة المرأة‘‘.

ورحبت هند برادي في هذا الصدد، بالاستقبال الجيد الذي حظيت به روايتها في المعرض الدولي للكتاب والنشر، خاصة بين الجمهور النسائي الأكثر حساسية لهذا النوع من المواضيع، مؤكدة أنها أرادت من خلال هذه المساهمة “مد جسور التواصل مع كل هؤلاء النساء اللاتي قد يعشن حياة مختلفة، لكنهم مررن تجربة مماثلة  قد تدفعهن إلى التشكيك في قدراتهن، تحت ضغط المجتمع والمحيط، كما تذكرهن أن الأمومة مدخل لاكتشاف قوة غير عادية في كل أم، حتى في كل امرأة”. وأشارت الكاتبة الشابة، إلى أنه خلال فترة الحمل تجد النساء أنفسهن في بعض الأحيان ضائعات بين ما يفترض أن يفعلنه أو لا يفعلنه، أو يشعرن به أو لا يشعرن به.

"إنها قصة امرأتين ليس لديهما أي شيء مشترك، مبدئيا، إحداهما تعيش في المغرب والأخرى في هولندا. تعلم كلاهما أنهما حامل. وكلتاهما تختبران تجربة الأمومة وتتطور معلوماتهن على نفسهن فيها بطريقة مختلفة تماما‘‘ تقول الكاتبة الشابة قبل أن تضيف ‘‘كانت نقطة البداية هي بناء قصص موازية تعود إلى أن تجتمع معًا لتكتشف سر العائلة".

وبعيدًا عن دوره كخيط ناظم يخدم قصة الرواية ومنتهاها، فإن سر الأسرة يحمل في نظر الكاتبة رسالة مهمة، وهي "أهمية حرية التعبير ودعم الأطفال على أفضل وجه ممكن، وقبل كل شيء عدم محاولة حمايتهم أكثر من اللازم من خلال إخفاء الأسرار عنهم». «الأطفال يشعرون ويدركون كل شيء.. عندما تكون هناك فجوة بين ما يقال وما يختبر، يشعر بها، وهذا أمر ضار لهم حقًا» تحذر هند برادي دارسة علم النفس و الشغوفة به.

 تستشهد الروائية الشابة أيضًا بثقافتها الفرنسية المغربية المزدوجة كمصدر ملهم لعملها الأدبي، مؤكدة على عالمية الأمومة، التي تصنفها من وجهة نظرها.. “خارج لغة الثقافة”. وعند سؤالها عما إذا كان من الممكن نقل روايتها إلى الشاشة الكبيرة، اعترفت هند برادي بأنها لا تستبعد هذا الاحتمال. "سيكون حلما بالنسبة لي. واختتمت حديثها قائلة: "لهذا السبب احتفظت بحقوق الكتاب".

 قبل روايتها الأولى، هند برادي قادمة من عالم متعدد المعارف والتجارب. فبعد دراسة علمية أهلتها لتصبح مهندسة اتصالات، تركت هند برادي هذا المجال بعمر 28 عامًا، لتصبح رائدة أعمال وتحقق العديد من الأحلام المدرجة في قائمتها! أصبحت معلمة يوغا، وانتقلت إلى جزيرة، وانضمت إلى فرقة مسرحية واستأنفت دراستها. اليوم، هي مدربة حياة وتغرس حماسها في متابعيها لمساعدتهم أيضًا على اتخاذ القرار وإعادة الاتصال بفرحهم الداخلي وقوتهم ليعيشوا أحلامهم كاملة.