اسدال الستار على مؤتمر الاستقلال بالمصادقة على البيان العام ولائحة المجلس الوطني

أوسي موح الحسن الاحد 28 أبريل 2024


أسدل الستار يومه الأحد على أشغال المؤتمر العام الثامن عشر لحزب الاستقلال المنعقد بالمركب الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة على مدى ايام 26 و27 و28 أبريل الجاري بتجديد ولاية نزار بركة على رأس الأمانة العامة للميزان.

وصادق المؤتمر بالإجماع على البيان العام للمؤتمر وعلى لائحة المجلس الوطني في انتظار المصادقة على أعضاء اللجنة التنفيدية.

وافتتحت الجلسة الختامية بتقديم رؤساء اللجان الفرعية لتوصياتهم، وهم رؤساء لجان القوانين والأنظمة، والوحدة الترابية والشؤون السياسية والجهوية والحكامة المحلية، والشؤون الاقتصادية والتنمية المستدامة، والشؤون الاجتماعية والشباب الرياضة، والأسرة والمرأة والمناصفة، ومغاربة العالم وشؤون الهجرة، والمرجعيات والفكر والثقافة والاتصال.

 وفيما يلي نص وثيقة البيان الختامي :

"عقد حزب الاستقلال مؤتمره العام الثامن عشر أيام 26 و27 و28 أبريل 2024 بالمركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، تحت شعار "تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن " بحضور 3600 مؤتمرا ومؤتمرة من مناضلات ومناضلي الحزب المنتدبين عن فروع الحزب بمختلف أقاليم وجهات المملكة، والمنظمات والهيئات الموازية للحزب والروابط المهنية، وممثلين عن الجالية المغربية بالخارج.

إن اختيار شعار" تجديد العهد من أجل  الوطن  و المواطن" كشعار للمؤتمر الثامن عشر يسجد التزام حزب الاستقلال المتجدد و الراسخ بالدفاع عن المصالح العليا للوطن وعن قضاياه العادلة وتأكيده على تشبته الدائم  بالثوابت الوطنية والدستورية للمملكة المغربية، ، ونضاله المستمر من أجل تحقيق الكرامة والعيش الكريم للمواطنات والمواطنين، وتكريس التعادلية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية، ومواصلة تحرير الإنسان المغربي من الفقر والتهميش والانغلاق، وتحرير العقل والطاقات من أجل النهوض بالمواطن المغربي على المستويات كافة.

وإذ يستحضر المؤتمر التضحيات الجسام التي قدمها الرعيل الأول من الوطنيين وفي طليعتهم الزعيم  الراحل علال الفاسي رحمه الله وتعبئتهم  والتفافهم حول محرر البلاد المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ،  وهو نفس المسار الذي قاده زعماء حزب الاستقلال إلى جانب باني المغرب الحديث المغفورله جلالة الملك الحسن الملك الثاني رحمه الله . ويؤكد حزب الاستقلال بهذه المناسبة على مواصلة الوفاء بالتزاماته الوطنية والسياسية والنضالية والروحية، معبأ خلف قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل مغرب الحقوق والحريات ومغرب الكرامة والتقدم والازدهار. 

وإذ يشيد المؤتمرات والمؤتمرون بنجاح أشغال المؤتمر الثامن عشر على المستويين الفكري والتنظيمي، وبالمجهودات التي بذلتها اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر، فإنهم يحيون عاليا الحصيلة الإيجابية لأداء الحزب بين المؤتمرين على جميع المستويات، و الجهود الكبيرة التي قامت بها قيادة الحزب وعلى رأسها الأخ الأمين العام نزار بركة وجميع المناضلات والمناضلين وتعبئتهم الجماعية التي أبانو خلالها عن حكمة وتبصر عاليين من أجل الانتصار لقيم الحزب ومبادئه  ووحدته وتماسك بيته الداخلي وتغليب مصلحة الحزب.

وإن المؤتمر العام الثامن عشر وبعد استعراض السياقات والتحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها بلادنا، يؤكد على ما يلي :

أولا: يشيد المؤتمر بالمكتسبات الكبرى التي حققتها بلادنا تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بخصوص قضية وحدتنا الترابية، كما ينوه وبالدور المحوري الذي يقوم به جلالته  باعتباره ضامن استقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة، والذي أكد بشكل واضح في خطابه السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة على المبادئ الثابتة والاختيارات الاستراتيجية لبلادنا في التعامل مع هذ1ه القضية المركزية، إذ لا تفاوض حول مغربية الصحراء، وإنما التفاوض من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، ، وعلى قاعدة مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية كأرضية وحيدة للنقاش، و الموصوفة أمميا بالجدية والمصداقية والواقعية. 

كما يشيد المؤتمر بالمقاربة الملكية الجديدة التي تجعل الشراكات الاقتصادية و التجارية لبلادنا مستقبلا مشروطة بشمولها لكافة الاراضي المغربية من طنجة إلى الكويرة وبكون ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم و هو المعيار الواضح و الوحيد الذي يقيس به صدق الصداقات و نجاعة الشراكات . 

ويعبر المؤتمر عن التجند والتعبئة الشاملة للاستقلاليات والاستقلاليين خلف جلالة الملك من أجل الذوذ عن وحتنا الترابية والاستمرار في تقوية الجبهة الداخلية وتمنيعها، و رفع منسوب اليقظة والجاهزية لدى المواطنات والمواطنين للتصدي لجميع مناورات أعداء وحدتنا الترابية في مختلف المواقع .

ويعبر عن امتعاضه الشديد من التصرفات اللامسؤولة والمضايقات والاستفزازات التي تقوم بها الجزائر، والتي تسعى إلى تأزيم الوضع في المنطقة، وزرع الفتنة وتهديد الاستقرار والامن، ونشر الحقد والضغينة بين الشعبين المغربي والجزائري ، والحيلولة دون تحقيق طموحات الشعوب المغاربية.

كما يعتبر المؤتمر أن محاولة الجزائر تهريب مشروع اتحاد المغرب العربي الكبير، وتوظيفه كورقة سياسية لخدمة أجندتها المفضوحة، يشكل خيانة للرعيل الأول من رجالات الحركة الوطنية التحررية لهذه الدول، وانقلابا على روح مؤتمر طنجة التاريخي، ومحاولة لوأد التطلعات المشروعية للشعوب المغاربية ولطموحاتها وتطلعاتها. 

و يجدد حزب الاستقلال الدعوة إلى فك الحصار المضروب على إخواننا في مخيمات العار بتندوف من قبل النظام الجزائري وصنيعته البوليساريو و الذين يعانون ظروفا لاإنسانية قاسية وتمتيعهم بحقهم الإنساني في حرية التنقل والالتحاق بأرض الوطن و المساهمة في المسار الديمقراطي والتنموي للأقاليم الجنوبية في أفق تنزيل الحكم الذاتي بمضامينه الديمقراطية و التنموية في ظل وحدة بلادنا و سيادتها الوطنية.

 كما يدعو حزب الاستقلال مختلف مكونات الشعب المغربي إلى التحلي بالمزيد من التأهب و اليقظة ووحدة الصف وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة مؤامرات خصوم وحدتنا الترابية و تعزيز الدينامية الايجابية التي رافقت تطورات قضيتنا الوطنية ومواصلة الجهود الدبلوماسية بأبعادها الرسمية و البرلمانية و الحزبية و الشعبية و الاقتصادية و تقوية نجاعة الإستراتيجية التنموية في أقاليمنا الجنوبية في إطار مغرب موحد و ديمقراطي . 

إن هذا المسار الترافعي لبلادنا عن عدالة قضية وحدتنا الترابية جسدته مختلف التأكيدات التي أعلن عنها مجلس الأمن في العديد من قراراته، وكذا اعتراف القوى العظمى بمغربية الصحراء كما هو الشأن بالنسبة للاعتراف الأمريكي في 20 دجنبر و 2020 و ورسالة رئيس الحكومة الاسبانية في 14 مارس 2022، كما توج بفتح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة لدول من إفريقيا  و آسيا و أمريكا اللاتينية في مدينتي العيون و الداخلة ، وعدم اعتراف أكثر من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بجمهورية الوهم . 

إن حزب الاستقلال يؤكد أن ملف الوحدة الترابية لبلادنا لن يطوى بشكل نهائي إلا  باستعادة الثغور المغربية المحتلة كافة إلى حضن الوطن. 

ثانيا : يؤكد حزب الاستقلال على موقفه الثابت المتعلق بنصرة القضية الفلسطينية وحقوق ، وتضامنه المطلق والامشروط  مع  الشعب الفلسطيني ونضالاته من أجل استرداد حقوقه المشروعة كافة .  ويدين جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، و التي راح ضحيتها آلاف الشهداء جلهم من الأطفال و النساء و إذ يجدد حزب الاستقلال رفضه لهذه الحرب ويطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في حماية المدنيين العزل ، ويشجب الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل حرب لا تحترم قواعد القانون الدولي الإنساني ذات الصلة بالنزاعات المسلحة .  ويشيد حزب الاستقلال بالدور المهم الذي يلعبه جلالة الملك باعتباره رئيسا للجنة القدس في الدفاع عن الفلسطنيين و حقهم في إقامة دولة فلسطينة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. كما يشيد الحزب بالمساعدات التي قدمها جلالة الملك للمواطنين الفلسطينيين عبر الجسر الجوي الذي تم من خلاله توزيع المواد الغذائية و الطبية والمستلزمات الضرورية للحياة في غزة ، في ظل الحرب  التي دمرت البنية التحتية بكاملها ، والتي خلفت شبح مجاعة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ الحروب العالمية الكبرى .

 

 ثالثا : يجدد المؤتمر تشبت الحزب بالدين الإسلامي وبتعاليمه المبنية على الوسطية والاعتدال، وبمقاصد الشريعة الإسلامية الداعية إلى احترام قيم الكرامة والمساواة والحرية والعدل؛ وبالملكية الدستورية باعتبارها الضامنة لاستقرار الوطن ووحدة الشعب؛ وبالخيار الديمقراطي، وبالتكريس الدستوري لحقوق وحريات الإنسان المغربي، وبالمقتضيات الدستورية المتشبعة بالهوية الوطنية والقيم الكونية الرامية إلى تعزيز قيم السلم والأمن والسلام والديمقراطية.

رابعا : يجدد المؤتمر العام التأكيد على أن المؤسسة الملكية كانت ولا تزال حاضنة لانتظارات وتطلعات الشعب المغربي قاطبة وضامنة لوحدته الوطنية ومحصنة لسيادته بمفهومها الترابي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، مما يحتم علينا جميعا مواصلة توطيد وتقوية التحام العرش بالشعب واستحضار روح ثورة الملك والشعب، وتجديد العهد  على العمل من أجل إطلاق جيل جديد من الإصلاحات على المستويات السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وتعزيز وتقوية اللحمة الوطنية من أجل مواجهة مختلف التحديات الخارجية والداخلية.