يبقى قطب تربية المواشي بلا منازع بطل مختلف الدورات التي مرت حتى الآن، ويواصل استقطاب الزوار بكثافة منذ يومه الأول. فإن كان للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، على امتداد مساحته البالغة اثنا عشر هكتارا، يفرد فضاءاته لمختلف ما يتعلق بالقطاع الفلاحي وبكل ما يتصل به، فيبقى قطب تربية المواشي المكان المفضل لغالبية زوار المعرض حيث يشهد كعادته إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ومن مختلف الأعمار. قطب المواشي تسجل حلبته والجناح المخصص له سنويا حضورا كبيرا. ومن شدة الزحام الذي يشهده هذا القطب، تستقبلك عند مدخله الرئيسي كتلة غبار ترتفع لتحجب بعضا من الرؤية عند الولوج ممزوجة برائحة الماعز والخرفان والأبقار.
داخل الحلبة سلالات أبقار اختيرت بعناية بعد أن توجت جهويا كأفضل صنف للمشاركة في مسابقة اختيار أفضل مربي السنة وأفضل صنف حيواني.
لكن لأن المناسبة شرط، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، حظيت سلالات الأكباش من لدن الزوار بحصة كبيرة من الاهتمام.
هذا الأمر يدفع الكثير من العائلات للتوقف طويلا أمام مختلف الأصناف المعروضة سواء المغربية خاصة تلك التي من نوع الصردي أو الدمان أو بني وكيل وأبي الجعد أو تمحضيت إضافة إلى أصناف مستوردة كالميرينوس..
الحاج الجيلالي، مربٍ وكساب من قلعة السراغنة، أكد للجريدة أن «الخير موجود» والعرض متوفر ولا خوف على العيد، وأن المغاربة سيضحون كعادتهم سنويا.
الكساب أبرز أنه ورغم الظرفية المناخية الصعبة التي ميزت الموسم الفلاحي الحالي، إلا أن الفلاح والكساب المغربي تمكن من توفير ما يلزم من الأكباش الخاصة بمناسبة العيد ومواصلته توفير ما تحتاجه السوق الوطنية من لحوم وفي مختلف المدن على امتداد تراب المملكة.
الأمر ذاته ذهب إليه كساب من منطقة خريبكة، والذي أكد أن مناسبة العيد تبقى الفرصة السنوية التي ينتظرها الكساب لتسويق قطيعه في الأسواق المغربية. الكساب أشار إلى أنه ورغم غلاء الأعلاف ورغم قلة التساقطات المطرية إلا أن ذلك لم يحد من عزيمة الكساب المغربي الذي يواصل تأدية واجبه تجاه المستهلك المغربي خلال مختلف أشهر السنة وحتى بمناسبة العيد الكبير يقول.
المواطنون من جهتهم، وحسب التصريحات التي استقيناها، أكدوا أنهم يستعدون لاستقبال العيد الكبير بكل ما يلزم وحسب ما جرت به العادة. واعتبر بعضهم أن ما سجله الموسم الفلاحي من ضعف تساقطات أكيد أنه سيؤثر على الأسعار والتي ستعرف زيادة، يقول عبد الله القادم من تازة لزيارة الملتقى رفقة عائلته، نحن سنتحملها ولن تحول بيننا وبين أضحية العيد.