"سماء بلا حدود" حدث علمي لمؤسسة محمد السادس يقرب المغاربة من علم الفلك

ع. عسول, السبت 20 أبريل 2024


نظم المركز  الثقافي إكليل الرباط، التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، أياما علمية حول علم الفلك تحت شعار "سماء بلا حدود" وذلك من 18 إلى 20 أبريل 2024.

هذه التظاهرة الثقافية العلمية المفتوحة للجمهور العام ، اندرجت  في إطار برنامج الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة محمد السادس عبر شبكة المراكز الثقافية التابعة لها في كل من الرباط وطنجة وتطوان.

وأقيم هذا الحدث العلمي في مركز الاستقبال والندوات التابع للمؤسسة، وهدف إلى انفتاح الجمهور العام، صغارًا وكبارًا، على عالم الفلك الواسع لاكتشاف أسرار وعجائب السماء. كما أتاح هذا النشاط مجموعة من الفرص للقاء وتبادل الأفكار مع كبار العلماء والشباب الشغوفين بعلم الفلك.

وتوزعت فعاليات هذه التظاهرة العلمية، التي تابعتها أحداث أنفو  ، حول  موضوعات مختارة  شملت  "علم الفلك والمغرب" و"السماء والأرض" و"الفلك والكون". حيث خصص كل يوم لموضوع محدد تمحورت حوله مختلف الندوات المقررة لهذا اليوم والتي قادها أساتذة باحثون جامعيون مغاربة ناشطون على المستوى الوطني والدولي ، شاركوا معارفهم حول الكون وعلم الفلك.

وتميز يوم الافتتاح بإلقاء محاضرتين قيمتين ، الأولى  للبروفيسور وأستاذ التاريخ العسكري المغربي ،  محمد زين العابدين الحسيني في موضوع " علم الفلك بالمغرب بين الماضي والحاضر" سلط فيه الضوء من خلال مخطوطات ناذرة ، على الإسهامات الكبيرة للعلماء المغاربة والعرب المسلمين في مجال الفلك ( من بينهم الحسن ابن الهيثم، القزويني، محمد بن سليمان الروداني، عبدالسلام العلمي، ابن البناء المراكشي، عبد الرحمان بنزيدان، والخرائطي  الشريف الادريسي وغيرهم)  ..متوقفا على الدور الطلائعي الذي لعبته جامعة القرويين التي تعد من أقدم الجامعات في العالم،  في تدريس العلوم وتطويرها ومنها علم الفلك..موصيا أيضا بضرورة تعريف الأجيال الحالية بالثراث العلمي المغربي والاسلامي ،  بما يمثله ذلك من شحنة علمية لتحفيز  الإبتكار وتطوير الموروث العلمي...

من جهته قدم الباحث في الفيزياء الفلكية والمشرف على القبة الفلكية بجامعة محمد الخامس بالرباط  ذ.مصطفى بوسدر،   محاضرة  ثانية بعنوان " علاقة الفلك بحياتنا اليومية" حاول من خلالها تبسيط عدد من المفاهيم الفلكية وتقريبها من الجمهور الحاضر ، و إبراز آخر صيحات الأبحاث والاجتهادات الحديثة في مجال الفلك واستكشاف الفضاء .

فيما شهد اليوم الثاني محاضرة حول " النيازك بين الانبهار والقلق" ذ. عبدالرحمان إبهي جامعة ابن زهر باكادير ، واليوم الثالث ، تميز بالقاء محاضرة بعنوان" مشاركة الجامعات المغربية في التعاون الدولي في مجال فيزياء الطاقات العالية.." ذ. محمد الكويغري جامعة ابن طفيل القنيطرة، ومحاضرة أخرى بعنوان " الكون من الانفجار العظيم إلى الثقوب السوداء" ذ. محمد البنائي جامعة الحسن الثاني بالبيضاء.

كما تضمن برنامج هذه التظاهرة ورشات عمل ممتعة وتفاعلية بهدف إرضاء فضول الجمهور الناشئ حول الكون، وتفسير ظواهر الفضاء المختلفة من خلال عرض مجسمات والقيام بتجارب مسلية. وتمحورت هذه الورشات حول تواجد الماء في مختلف الكواكب، واكتشاف الكون من خلال وسائل مختلفة بما في ذلك برامج الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها. كما اختتمت أنشطة كل يوم بحصص لمشاهدة السماء بالتلسكوب ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة محمد السادس تعمل على تشجيع الولوج للثقافة والمعرفة منذ عام 2009. فهي توفر مجموعة من البنيات الثقافية الموجهة للأسرة التعليمية والجمهور العام وتتمثل في أروقة للعرض الفني ومراكز ثقافية تحمل اسم "إكليل". تضم هذه المراكز مكتبات وسائطية  وورشات للاكتشاف والممارسة الفنية وهي تتواجد حاليًا في الرباط وطنجة وتطوان؛ ومن المزمع توسيعها لتشمل العديد من مناطق المملكة في إطار الخطة العشرية للمؤسسة للفترة 2018-2028.