أحداث. أنفو تنفرد بنشر تفاصيل السيناريو الجديد للربط القاري المغرب -اسبانيا

الأربعاء 17 أبريل 2024
No Image

تطوان. مصطفى العباسي 

عاد الحديث عن الربط القاري عبر بوغاز جبل طارق للواجهة بشكل كبير، عقب إعراب المغرب وإسبانيا عن استعدادهما لركوب غمار التحدي وإخراج المشروع إلى حيز الوجود. لكن تعددت الآراء والمقترحات بشأن شكل هذا الممر الذي سيربط بين القارتين وإن كانت جل التقديرات تسير نحو فرضية إنجاز نفق تحت بحري خاص بالقطارات فقط نظرا لعدة اعتبارات.

وفيما كانت هناك عدة نظريات تدفع باتجاه الربط القاري من خلال إنجاز قنطرة تبين لاحقا استحالة التنفيذ لعدة اعتبارات، منها بدء التوجه نحو إنجاز النفق على شاكلة الرابط بين فرنسا وبريطانيا وأن يكون مفتوحا لتنقل العربات والسيارات بين البلدين، قبل أن يأتي المقترح الأخير، المتداول حاليا، للربط عبر القطار السريع.

لماذا لا يمكن السماح للعربات باستعمال النفق بين القارتين؟ سؤال طرح من لدن الكثيرين، خاصة وأن التحدي كان يرمي لربط قاري يعوض استعمال البواخر والسفن، ويمكن من مرور السيارات والعربات والحافلات بين البلدين.

وسائل إعلام إسبانية طرحت هذا السؤال على مسؤولين ومقربين من مشروع الربط القاري، وكان من بين الأجوبة التي برر بها هؤلاء تفضيل نفق القطار هو مشكل الازدحام المروري عبر النفق وما قد ينشأ عن ذلك من مشاكل، خاصة في فترات الذروة بسبب حركة نقل البضائع بمضيق جبل طارق.

 تمتلك إسبانيا مئات الأنفاق في جميع أنحاء أراضيها، ويتصل بعضها بدول أخرى. وفي مارس الماضي، زار وزير النقل أوسكار بوينتي المغرب بهدف اللقاء مع نظيريه المغربي وزير النقل محمد عبد الجليل ووزير البنية التحتية والمياه نزار بركة لإظهار اهتمام الحكومة الإسبانية بتنفيذ مشروع الربط الثابت عبر مضيق جبل طارق.

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على إعداد خطة اتصال مشتركة، بالإضافة إلى مواصلة العمل في المشروع، بهدف عقد الاجتماع 44 للجنة الإسبانية المغربية المشتركة. وفي الاجتماع السابق للقمة الإسبانية المغربية عام 2023، أكدت وزيرة النقل والتنقل والتصميم الحضري السابقة، راكيل سانشيز، أنه سيتم إعطاء دفعة لدراسات مشروع الرابط الثابت لمضيق جبل طارق الذي بدأ في البلدين منذ أربعين عاما. مشروع استراتيجي لإسبانيا والمغرب وأيضا لأوروبا وإفريقيا”.

سيعمل هذا النفق الخاص على نقل آلاف الركاب والبضائع عبر محطتين مع قطارات مكوكية للمركبات والشاحنات. وستكون المسافة بين المحطات الطرفية 42 كم؛ ويبلغ طول النفق 38.7 كيلومترا، منها 27.8 كيلومترا تحت الماء. ويعود سبب وجوب دخول المركبات داخل القطارات إلى أن النفق مصمم للمرور عبر مضيق جبل طارق، المعروف باسم "نقطة الاختناق"، حيث تتم العديد من تحركات الشحن، وكذلك في قناة السويس، وبالتالي لا بد من تجنب أي ازدحام مروري.

سيناريو التصور القائم حاليا لن يكون مخصصا فقط للقطارات المكوكية والمسافرين الراجلين، بل ستكون هناك قاطرات وقطارات يمكنها حمل سيارات وعربات وشاحنات لنقلها بين الضفتين وتجنب السفر عبر السفن، وهو ما قد يشجع على جعل هذا المعبر ممرا لغالبية المسافرين لتفادي الاكتظاظ الذي قد تعرفه المعابر والموانئ.

كما أن من موانع جعل المعبر أو النفق مفتوحا في وجه العربات مباشرة قد يكون وراءه مشكل أمني مرتبط بالهجرة غير الشرعية، حيث سيمكن أو سيسهل من محاولات الهجومات الجماعية للمهاجرين غير الشرعيين، وهو ما سيجعل النظام الأمني صارما للغاية في تدبير المعبر.

على الرغم من أن المشروع لم يتم تأكيد إقامته بعد، ولا تعقد سوى مؤتمرات القمة للمضي قدما ودراسة جدوى هذا الرابط الدائم، إلا أن الشركة الإسبانية المسؤولة عن الخطة أشارت إلى أنه إذا تم المضي قدما فقد يكون النفق جاهزا بين عامي 2030 و2040.

على المستوى العابر للقارات، فإن التأثير الذي قد يحدثه الرابط الثابت على العلاقات التجارية بين أوروبا وإفريقيا من شأنه أن ينعش تدفقات السلع وزيادة إنتاجية الشركات ونقل وإنشاء الشركات، وما يترتب على ذلك من تأثير على اقتصاداتها، مما يساهم في توازن أكبر بين المجالين.