إبداع مفقود ! 

أحداث. أنفو الثلاثاء 02 أبريل 2024
No Image

يجب أن يتحول النقاش في التلفزيون المغربي، من نقاش مادي صرف، حول منتوج رمضان ومنتوج بقية أشهر السنة، إلى نقاش إبداعي خالص.

ليس هناك أي حل آخر للأزمة التي يتخبط فيه منتوجنا التلفزيوني المغربي، والتي تظهر بشكل أبرز في رمضان بسبب عودة المشاهدين إلى القنوات الوطنية، سوى تخليص هذا المنتوج من النقاش المادي، أو نقاش صرف العملات وتقاسم الصفقات بين الشركات الذي يكبله، والانتقال به إلى النقاش الصحي الضروري: نقاش ماذا نقدم للمغربية وللمغربي؟ وما المراد بهذا الذي نقدمه؟ وكيف السبيل لجعل تلفزيوننا - بقنواته المختلفة - مسايرا لذكاء ووعي المغربية والمغربي، وهو ذكاء يفوق فعلا، وبمسافات مستوى البساطة - لئلا نقول السذاجة أو الغباء - التي يتم قصف الناس بها تحت مسمى المنتوج المحلي، في رمضان وفي غير رمضان؟

نعم، كان اللجوء إلى الشركات الخارجية في لحظة من اللحظات حلا لتوقف التلفزيون القديم عن صنع التلفزيون، لكن لاينبغي أن تصبح هاته الشركات الخارجية - مثلما هو واقع اليوم - حجرة عثرة، وشريكا ماليا شرها لايبحث في التلفزيون عن إبداع، بل يفكر فقط في صفقات العام، وكيفية الوصول إليها، والاستحواذ عليها، وإن بطرق غير واضحة كثيرا، وبأساليب غير نظيفة كثيرا، وينتج في الختام منتوجا غير جيد على الإطلاق، يثير حفيظة الناس كل سنة، ويدفعهم للتساؤل "آش واقع؟"، و "من المستفيد من جريمة الرداءة المزمنة هاته؟".

صفقات التلفزيون، الواضح منها والباطن، قتلت التلفزيون في المغرب. هذه هي الحقيقة، البقية كلها...مجرد تفاصيل.

لنفكر في حل للخروج من هذا المأزق القاتل للإبداع.