فاصل.. ولن نواصل! 

المختار لغزيوي الجمعة 29 مارس 2024
IMG_5713
IMG_5713

مع كامل الاحترام للقناة التي بثت الوصلة التلفزيونية، وهي وصلة حقيقية بمعنى مكان وضع الخبز قبل حمله إلى «الفران» التقليدي، إلا أن «mbc5» أساءت فعلا وبشكل رديء للغاية لصورة المغرب في شهر رمضان الحالي ببث برنامج «فاصل ونواصل» في جزئه الثاني.

وعندما كان المغني غاني القباج يقول لمستضيفته في الكاميرا غير الخفية، بل الغبية، «فاصل ونواصل»، «علميني الكلام الساقط باللبناني وسأعلمك الكلام الساقط بالمغربي»، وكانت عبارة «سير تق...»، تظهر بشكل واضح على شفتيه، وكنا نراها رفقة صغارنا وكبارنا في منازلنا على شاشة التلفزيون، فهمنا أن القناة التي بثت هذا الهراء لا تحترم تماما لا المغرب ولا المغاربة، لأنها سمحت لهذا السقوط المعيب أن يصل إلى الناس، مقدما أسوأ الصور عن مستوى الفن في بلادنا.

لا يهمنا هنا البرنامج في حد ذاته ولا تواطؤ بعض الفنانين، أو بعض المحسوبين على الفن مع الوصلة، لأن هذا الأمر جاري به العمل، وهو في البدء والنهاية عمل تشخيصي، «بريكول»، تقاضى مقابله من شاركوا في اقترافه مستحقاتهم والسلام.

يهمني هنا الشكل الذي قدمه هذا البرنامج عن الكوميديا في المغرب، وعن الفن في المغرب، وعن مستوى الكوميديين ومستوى الفنانين في المغرب.

هذا البرنامج قال للعالم العربي كله «مستوى فن وكوميديا المغرب هابط وساقط ورديء، والسلام».

مباشرة ودون نفاق، ودون لف أو دوران.

وهذا البرنامج، حتى في مجال تخصصه، أي الكاميرا المتفق عليها، بدا أمام برنامج «رامز جاب من الآخر»، على نفس القناة، لكن في الشق الراقي الموجه إلى مصر، تافها، مبتذلا، مثيرا للشفقة والرثاء فقط لا غير.

لماذا؟ سنجيب.

لأن «إم بي سي5»، التي كانت «إم بي سي المغرب العربي»، لا تحترم نهائيا الجمهور المغربي.

ليس هناك أي تفسير آخر للحديث عن استسهال تمرير هاته التفاهة، وهذا الابتذال ممثلا للفن والكوميديا عندنا إلى المشاهدين في المغرب وفي العالم العربي، غير تفسير عدم الاحترام هذا.

تصوروا أننا بسبب هذا الفاصل الغبي أصبحنا نترحم على غباء كنا نتصوره أسوأ منه في الأعوام السابقة هو غباء «الكاميرا غير الخفية» على «دوزيم».

اكتشفنا هاته السنة أنك «ما تبدل صاحبك الغبي غير بما اكرف وبما هو أغبى» فعلا.

نعم، شاهد ويشاهد العديدون والكثيرون هذه «المصيبة»، لكن هل يعني تجمهر عدد كبير من خلق الله حول «كسيدة» أنها أمر جيد؟

مستبعد، والله أعلم على كل حال.

المهم، كلما اعتقدنا أننا بلغنا قعرا سحيقا، وأننا لن نستطيع النزول أكثر، يتطوع واحد من شبابنا الغر الميامين، فيفتح لنا سردابا جديدا موصلا إلى قعر القاع أو إلى قاع القعر، أو إليهما معا.

ما القول بعد كل هذا؟

لا شيء سوى حمد المولى عز وجل، فهو وحده تعالى يحمد على المكروه، ولا اعتراض طبعا، بل مزيد من التشجيع لهذا المنتوج المحلي، سواء بث هنا أو هناك، إلى أن ننقرض نحن هما وغما وكمدا، والسلام.