خزي وخيانة

حكيم بلمداحي الجمعة 08 مارس 2024
No Image


مقرف في المنتهى، شكل أشخاص في صورة تحمل عنوان: تمثيلية الريف في الجزائر.. والأشد قرفا شخص في فيديو يطلب من النظام الجزائري تمكينهم من التدريب على السلاح ورقعة ينطلقون منها...
هي الخيانة بكل مواصفاتها، وهو الخزي في مطلقه.. ذلك ما اقترفه نكرات ببيع أنفسهم، بالرخص الكامل، لنظام ترعرع على العداء للمغرب بشكل مرضي..
ليس اللوم هنا على العسكر الجزائري، فحقده دفين وهو مجبول على القيام بأفعال الخسة... لكن العيب كل العيب أن تدعي نكرات انتماءها إلى منطقة مغربية مجبولة على عزة النفس والكرامة، وسمات أبنائها الأساسية عدم القبول بأن يكونوا كراكيز يتلاعب بها الغير خدمة لأجندة معروفة مسبقا... ولا أعتقد أن أبناء الريف وحفدة عبد الكريم الخطابي يقبلون بهذا العار...
أما عن النظام الجزائري فما قام به ويقوم به باستمرار، ليس بالمفاجئ.. فقد سبق لعساكر الجزائر أن خانوا كل المبادئ وشنوا حربا على المغرب، ونظامهم لم يكتمل في التشكل بعد.. وكانت حرب الرمال لسنة 1963 عربونا على معدن قادة لم ينههم عن أفعالهم المشينة ما قدمه المغرب والمغاربة للثورة الجزائرية..
نظام الجزائر سيواصل تحرشه بالمغرب، بعدما تلقى في حرب الرمال درسا أليما جعل هواري بومدين وزير الدفاع حينها يذرف دموع التماسيح ويدعي كون بلاده ضحية وليست الأظلم ببدئها للحرب.. في سنة 1975 سوف يطرد هواري بومدين من الجزائر، وهو رئيس هذه المرة، آلاف المغاربة بشكل مهين بدون احترام لإنسانيتهم ولا لحرمة أيام عيد الأضحى، الذي كان حينها، ولا للجوار، ولا لأي شيء.. بل تعامل بكل السادية المرضية الممكنة..
في سنة 1976 سوف يدعم نظام العسكر الجزائري قيام دولة وهمية وسوف يقيم مخيمات تيندوف ملأها بعائلات اختطفها من الأقاليم الجنوبية، إضافة إلى أشخاص استقدمهم من موريتانيا ومن مالي وبلدان أخرى مجاورة..
ومنذ 1976 قام النظام الجزائري بشن حرب عصابات على المغرب باسم جبهة البوليساريو، وقامت جيوش الجزائر بهجومات في عدة نقط من الصحراء المغربية، وقد فضحتهم معركة أمكالا التي اعتقلت فيها القوات المسلحة الملكية مجموعة من الجنود النظاميين الجزائريين..
ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، يواصل نظام العسكر الجزائري محاولة إلحاق الأذى بالمغرب وبالمغاربة مستعملا كل صنوف المناورات..
ولا يخفى على أحد ما تقوم به الديبلوماسية الجزائرية في كل بقاع العالم، حيث تغدق الأموال الطائلة لكل مستعد لإبداء العداء للمغرب وللمغاربة..
كل هذا والمغرب منذ قيام الدولة الجزائرية يقابل الأذى بالتسامح ومد اليد للمصالحة والمصافحة في كل مرة..
لقد أوقف المغرب حرب الرمال على الرغم من أنه المنتصر ميدانيا.. وتسامح المغرب مع نظام الجزائر في توسعه في الأراضي المغربية.. وحاول المغرب أن يشتغل دوما من أجل بناء أواصر حسن الجوار.. غير أن كل ما يقوم به المغرب، يواجهه نظام الحكم الجزائري بعقيدة راسخة في ذهنية جينرالات الجزائر بأن لا توقف إلا بعزل المغرب كليا...
واقعة الشرذمة المدعية لتمثيلية الريف إذن ليست سوى حلقة من حلقات خسة نظام يحكم بلدا جارا فرضته الجغرافيا والتاريخ ووحدة المصير، لكن الحاكمين في الجزائر يضمرون الشر ولا يعترفون بأي جوار...
غير أن ما يجهله نظام الجزائر والشرذمة الضالة التي مثلث دور العار، هو أن المغرب تقويه الضربات أكثر مما تسئ له.. ولهم أن يقرؤوا التاريخ قريبه وبعيده...