بنصابر بعد فوزه بجائزة المغرب للكتاب : الأدب الموجه للطفل أصعب والسؤال اليوم كيف نغتنم الزخم الالكتروني

سكينة بنزين الثلاثاء 20 فبراير 2024

أحداث أنفو

«أرى أن الأدب الموجه للطفل أكثر صعوبة مقارنة مع غيره. فالكاتب ملزم بتقمص شخصية الطفل، وتبني رؤيته للعالم مع استحضار الخصوصيات المعرفية والمهارية والوجدانية لدى الطفل خلال هذه المرحلة، بما في ذلك سلاسة اللغة وبساطة المعنى وعمق الخيال»، يقول الكاتب عبد السميع بنصابر، في تصريح لموقع "أحداث أنفو" عقب فوزه بجائزة المغرب للكتاب، دورة 2023، عن صنف أدب الأطفال واليافعين.

الألوان المشاكسة
وأوضح بنصابر، أن عمله الفائز "الألوان المشاكسة"، عبارة عن عمل قصصي صدر سنة 2023 في بيروت، تناول من خلاله موضوع التنمر، إيمانا منه بأهمية ترسيخ مبادئ السلم والتسامح وقبول الآخر لدى الناشئة، مضيفا « وقد حاولت، في هذا العمل، أن أكون وفيا لتطلعات الأطفال، بما يحقق المتعة والتسلية لديهم، باعتبار القصة أحد الأشكال التعبيرية الهادفة، التي يمكن من خلالها تنمية وعي الطفل والارتقاء بذوقه، لكونها جنسا أدبيا جذابا، وبوابة مهمة، أيضا، نحو البحث والمعرفة.»

وأكد الكاتب المغربي على أهمية العناصر البصرية التي تلائم هذه المرحلة العمرية من صور ورسوم وغيرها خلال الكتابة للأطفال، ما يجعل من العمل أكثر رسوخا في ذهنه، «ما يشجعه على ولوج عالم الكتب والمكتبات. وأعتقد أن هذه هي أسمى غاية يحققها أدب الطفل. » يقول بنصابر الذي راكم في تجربته ثلاثة كتب في أدب الطفل، وفرغ قبل أيام من كتابة مسرحية جديدة للأطفال.

هذه الحصيلة جعلت بنصابر وفق تصريحه لموقع "أحداث أنفو" يتجاوز مرحلة التردد المتزامنة وتحدي اقتحام الكتابة في هذا الصنف الأدبي، ليشرع بابا جديدا على عالم الطفولة الحافل بالأسرار والمغامرات، مؤكدا أن المبدع كلما اقتحم هذه العوالم، آنس في نفسه رغبة في الكتابة عنها بعين الطفل.

و عن تحديات الكتابة لهذه الفئة العمرية في سياق الثورة الرقمية والعزوف عن القراءة، قال بنصابر أن« العادة قد جرت بالتحامل على الوسائط الالكترونية، كلما خضنا في موضوع القراءة. وفي اعتقادي أن المعضلة غير مرتبطة، بالضرورة، بالثورة الرقمية. فإذا استحضرنا أن الإنسان كتب قديما على الصخر ثم الخشب ثم الرقائق الجلدية قبل أن يتحول إلى الورق، سنتفهم، بهدوء، هذا التحول نحو الشاشة.»

قناعة بنصابر الذي يبدو أنه على عكس عدد من الكتاب المتوجسين من العالم الرقمي، عازم على استثمار هذا التحول بطرح السؤال: كيف نغتنم هذا الزخم الالكتروني لصالحنا؟ مضيفا « ألم توفر المواقع الالكترونية للقراء آلاف الكتب في شتى الأصناف؟ صحيح أن للكتاب مكانته الرمزية، والتي يصعب تجاهلها. لكن ينبغي ألا نعزو، في كل مرة، تراجع مستوى القراءة، إلى سيادة الوسائط الالكترونية.»