المربي من عند ربي  ! 

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 12 فبراير 2024
No Image

ينسى المغربي بسرعة إقصاءه من كأس إفريقيا، رغم المرارة العابرة، وينخرط في تشجيع "الكوتديفوار" لأنه أحب ذلك الشعب وطيبوبته.

يبقى الجزائري حبيس مباراة موريتانيا، التي تبدو كما لو أنها لعبت منذ قرون عديدة، وكلما أشعلت قناة "الهداف" إلا ووجدت المنشط وضيوفه يندبون هذا الإقصاء، ويسبون جمال بلماضي، وينددون بمؤامرة (لقدجع) عليهم، ويعتبرون ماوقع نهاية العالم.

ينسى المغربي "الكوتديفوار" هي الأخرى، ويصبح أردنيا يموت حبا في منتخب "النشامى"، فقط لأن إبن بلده عنونة وطاقمه التقني المغربي يقودان منتخب الأردن نحو الإنجاز الآسيوي الذي حققه حتى نهاية المأس القارية هناك.

يبحث الجزائري، ومن يشبهه هنا، عن منتخب أقصى المغرب لكي يشجعانه، ويزور التافهون المصابون بالحول السياسي، الذين يخلطون بين كل شيء، سفارات جنوب إفريقيا في كل مكان من العالم، فقط لكي يغيظوا المغاربة، ولكي يقولوا لنا بجهل مركب فظيع "نحن مع هذا البلد الذي يعاديكم وكفى".

لو شئنا الاستمرار، لما انتهينا، ونحن نأخذ الكرة فقط والتعامل معها وردود الفعل حول نتائجها دليلا على طبيعة الشعوب.

في المغرب، يستحيل أن يحمل الشعب في قلبه غلا. هو يغضب في أحايين معينة، نعم. لكن طبيعته هي طبيعة شعب حليم، يمر بسرعة إلى الأهم، وإلى المرحلة الموالية.

لايسمح الناس هنا للحقد أن يأكل قلوبهم، ويعرفون أن الأمور عابرة وفانية، لذلك لايحملونها أكثر مما تحتمل.

في بلدان أخرى، تعرفونها جيدا، يرعى الحكام عقيدة الكراهية لدى محكوميهم منذ عشرات السنين، لذلك نجحوا في إخراج رعاع من العدم، سبوا المغرب والمغاربة، وأحرقوا أعلامنا، ووصفونا بالحيوانات، وشتموا رموزنا، ونالوا من والدينا ومن أسرنا ومن أعراض فتياتنا ونسائنا.

هل رد عليهم مغربي واحد أو مغربية واحدة بالمثل؟

طبعا لا.

هنا، الناس تعاني من فائض في التربية الحسنة، عكس المكان الآخر الذي يعاني تضخما في قلة التربية، ولذلك تبدو الأشياء بضدها واضحة للغاية: لإمكان في هاته الأرض وفي قلب كل شعبها لذرة حقد أو كراهية واحدة.

هنا لانعرف إلا الحب، والطيب من الفعل والقول.

تركنا البذاءات للجهة الأخرى في الشرق لكي تعتنقها، ولكي تجد فيها وسيلتها الأولى والأخيرة لتصريف كل الأمراض والعقد والتفاهات.

"الله يشافي وصافي".