الحول السياسي !

من صميم الأحداث المغربية الجمعة 09 فبراير 2024
No Image

عندما يصيبك الحول السياسي دفعة واحدة، أي عندما يضرب منك كل الحواس والمسام، ويجعلك عاجزا عن التفريق بين معارضة السياسة القائمة على الاختلاف المقبول، وبين معارضة شعب بأكمله، والمساس بثوابته، والإبحار ضد كل ما ومن يريد، يصبح لزاما عليك التريث قليلا -إذا كنت تتحرك من تلقاء نفسك طبعا ولم تكن مجرد منفذ للأوامر والأجندات - والتساؤل : إلى أين أنا ماض؟ وهل ما أقترفه له علاقة بالعقل؟ أم هو فقط انخراط محموم ومجنون في حمق أكبر أريد به إثبات وجودي "باللي كاين"؟

بعض العاهات اليوتوبية التي أتت بها وأظهرتها عاهات مثلها أو أسوأ، أصبحت تثير كثيرا من الأسئلة والاستفسارات عنها، وعن محركات بحثها، وعن الجهات المشغلة لها، وعن الذي تريده بالتحديد.

ومع ذلك دعونا نكن واضحين: وجود هاته (الأشياء) ضروري لكي نتأكد من خلالها أن قافلة الوطن سائرة، وأن الأعداء يضطرون للنزول، مرة بعد الأخرى، إلى قعر أسفل لكي يستلوا منه مايساعدهم -هم وأدواتهم - على تأكيد الوجود.

ولعلها واحدة من حسنات ومن سيئات المجال المفتوح دونما رقيب المسمى "منصات المشاهدة"، و مواقع التواصل: أن نعرف أن معنا على نفس الأرض أناسا حرفتهم هي هاته: استفزاز المغاربة، والسير ضد سير الشعب، والتوسل بأقذر الطرق والوسائل، فقط لكي يقولوا للناس، ولمن يهمهم الأمر: نحن موجودون ونتنفس، ونحيا ونعيش، وننتظر منكم التفاتة أو ماشابه. ماذا وإلا، نحن سنواصل هذا "النهج الحقير" إلى أن تنتبهوا لوجودنا.

واصلوا، فبفضلكم نعرف بقية المسار، وكيفية إتمامه بالقيام بنقيض ماتقولونه وتفعلونه تماما.