الوداد..إسكوبار وأشياء أخرى !!

الأحداث المغربية الأربعاء 10 يناير 2024
No Image

يقدم المغرب، عبر اعتقال رئيس مجلس عمالة لأكبر المدن فيه، وعبر اعتقال رئيس جهة من أهم جهاته، ومتابعة الإثنين، رفقة آخرين في قضية تهز الرأي العام، وتحمل إسم "إسكوبار الصحراء"، دليل صحة وعافية غير مسبوق في المنطقة كلها.

البعض يريد القفز على قضية مثل هاته، لازال القضاء ينظر فيها، وهو وحده من سيبرئ أو سيدين المتابعين بتفاصيلها، لكي يرى فيها علامة فساد شامل مس الكرة والسياسة، وكل الميادين.

ويريد هذا البعض منا أن نقول له "آمين"، وأن نصدق هذه القراءة، وأن نجلس في الركن منزوين نبكي حال البلد الذي عمه هذا الفساد المستشري.

ينسى هذا البعض تفصيلا صغيرا للغاية: لو كانت لهذا الفساد اليد الطولى حقا في البلد، لاستطاع حماية رموزه وعلاماته من أي متابعة أو مساءلة، قانونية كانت أم إعلامية أم غير ذلك.

واقع الحال يقول، مع احترام قرينة البراءة إلى أن تقول العدالة كلمتها، إن "اللي حصل غادي يودي"، وأن المغرب مصر على ربط المسؤولية بالمحاسبة، وليس سهلا على الإطلاق، (مهما حاول الكاذبون تهوين الأمر عليكم، وإظهاره كأنه بسيط أو تافه ويحدث كل يوم)، أن يجلس الناصري وبعيوي ومن معهما - وهما من هما كل في مجاله أو مجالاته - في سجن عكاشة، منتظرين كلمة القضاء، ومستعدين لتلقي أي حكم يصدر على كل المتابعين في هذه القضية الساخنة، التي لازالت كثير من أسرارها تتمنع على النشر العام على الجميع.

وبمناسبة قيمة المعتقلين ومكانتهم، لامفر من كلمة عن فريق "الوداد" الذي اقترن إسمه - للأسف الشديد - بتفاصيل هاته القضية: مسؤولو هذا الفريق، أو من تبقى منهم، إذا كانوا أبناء القلعة الحمراء حقا، وإذا كانوا محبين لوداد الأمة، مثلما يدعون، ولانظنهم إلا صادقين، ملزمون بقطع "شعرة إسكوبار"، وليس معاوية، مع هذا الفريق.

أضاعت الوداد في وقت سابق طريق التمييز بين الحلال البين والحرام البين، وسقطت - ونحن نقول هذا الكلام بألم لأننا نحترم حقا تاريخ هذا الفريق العريق - في المتشابهات.

ولسنا هنا في موقع مزيد من تمني الغرق للفريق، بل نحن، المغاربة أقصد، نتمنى من مسؤولي الفريق الحاليين أن يزيلوا من الأذهان كل غامض، وأن يعقدوا الجموع العامة حقا، وأن يظهروا مدى توريط مالية الوداد في هذا الحديث الخطير الذي يروج في هاته القضية من عدم التوريط، وأن يحرصوا على أن تبقى صورة الفريق الآخر لأكبر مدن المغرب، الفريق الأحمر، خالية من أي خدش يسيء إليها، وسليمة من أي عيب.

إذا تم هذا الأمر بالسرعة المناسبة، وتمت تبرئة الوداد وماليتها ومختلف معاملاتها السابقة من أي شبهة، سيرتاح الوداديون أولا، وسيرتاح معهم جمهور الكرة كله في المغرب، وسيتابع الطرفان ثانيا، هاته القضية الساخنة، باعتبارها مثلما أسلفنا في البدء، علامة صحة وعافية لبلد يريد دخول المستقبل متحررا من كل أوساخ الماضي، راغبا في قولها للجميع بالصوت العالي: "اللي دار الذنب يستاهل العقوبة"، والسلام.

هذه مسؤولية ثقيلة لامفر منها، تجاه الوداد وتجاه صورة المغرب، ولامفر من قولها للوداديين الآن وليس غدا، من قبيل النصيحة التي تقترب من الشبه مع الدين، ومن قبيل الترحيب ب "القاصح"، الذي اعتبره المغاربة دوما أفضل من "الكذاب" بكثير.