فعاليات أكاديمية تناقش "تقاطعات السينما و التاريخ"

عادل المحبوبي الثلاثاء 19 ديسمبر 2023
No Image

AHDATH.INFO

كان لعشاق الفن السابع بمدينة بني ملال ،نهاية الأسبوع الماضي ،موعد علمي هام ،من تنظيم جمعية مهرجان ثقافات و فنون الجبال ،بشراكة مع قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ،يتجلى في تنظيم محاضرة علمية حملت تيمة : "تقاطعات السينما و التاريخ".

المحاضرة التي نظمت على هامش فعاليات الدورة السابعة من مهرجان "تاصميت للسينما و النقد" ،و التي أطر فعالياتها الدكتور بوشتى المشروح ،عضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية ،و سير أشغالها الدكتور محسن إدالي ،رئيس قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ،(شكلت) مجالا خصبا لعدد من الفعاليات السينمائية و الطلابية للغوص في خبايا تقاطعات السينما و التاريخ.

و يأتي تنظيم هذه المحاضرة ،التي احتضنت فعالياتها قاعة الندوات بقطب الدراسات في الدكتوراه ،في إطار انفتاح جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال على المهارات الذاتية و تمكين الطلبة من التكوينات الأفقية في إطار الجيل الجديد من الطلبة الباحثين، حسب ما أشار إليه الدكتور محسن إدالي ،رئيس القطب ،في كلمته الافتتاحية للمحاضرة.

و أضاف إدالي ، بأن تنظيم مثل هذه المحاضرات القيمة يروم كذلك إتاحة الفرصة أمام الطالب الباحث لتطوير مهاراته الذاتية ،الأمر الذي سيمكنه لا محالة من الاندماج الفعلي في المعيش بشكل فعال ،و بالتالي خروجه من قوقعة الإكتفاء بإنجاز عمله و بحثه كما كان معمولا به في السابق ،مشيرا أن هذه السياسة تنسجم بشكل عملي مع الإصلاح الجديد للتعليم العالي بالمغرب ،وخاصة إصلاح منظومة تكوينات الدكتوراه من الجيل الجديد.

و عن موضوع المحاضرة ،نوه نفس المتحدث ،بأهمية بذل مجهود إضافي من لدن السينيفيليين المغاربة ،سواء من خلال الأفلام الطويلة ،القصيرة و الوثائقية من أجل سبر أغوار تاريخ المغرب ،و التعريف به، و الدفاع عنه ،خصوصا أن المغرب يتعرض لحملة شرسة من أعداء الوطن من أجل السطو على كل ما هو تراث و تاريخ مغربي ،سواء تعلق الأمر باللباس أوالزليج أو المطبخ وصولا إلى التراث اللامادي.

من جهته ،تناول الدكتور بوشتى المشروح ،في مداخلته إشكالية موضوع السينما والتاريخ من خلال تقاطعاتهما، مركزا بشكل أساس على مفهوم الزمن العام ، ثم التاريخي والزمن السينمائي.

كما كان للكتابة التاريخية حيز مهم من مداخلة المحاضر ،و التي أشار إلى اعتمادها اعتمادا كليا على السرد التاريخي ،الأمر الذي يختلف مع علاقتها بالسينما التي تعتمد كليا على ما أسماه بالحكي الفيلمي.

و لم يفوت الدكتور المشروح الفرصة دون مقاربة مفهوم السينما التاريخية من خلال بسط رؤى عدد من المؤرخين والسينمائيين، وتبيان الأهمية الإبستيمولوجية للتاريخ باعتباره علما، وأهمية الجوانب الاستيتقية للفيلم السينمائي باعتباره كذلك نصا فنيا يقدم المتعة لمتلقيه،إضافة إلى كون الأفلام السينمائية وثيقة تاريخية وسوسيولوجية، ومصدرا من مصادر التاريخ التي يمكن للمؤرخ الاعتماد عليها بعد التحليل والتمحيص والنقد، من أجل تطوير الكتابة التاريخية وتجويد المعرفة التاريخية

و في تصريح ل "الأحداث المغربية" نوه الدكتور بوشتى المشروح ،بإنفراد مهرجان "تاصميت" للسينما والنقد، بتخصيصه فقرة مهمة لتأطير الشباب وتكوينهم وتعريفهم بأبجديات تحليل الخطاب الفيلمي، وتقويم مكتسباتهم، بهدف الانفتاح على الثقافة السينمائية، واكتساب مهارات تحليل الصورة، بغاية الوصول إلى تكوين جيل من النقاد الشباب ،بالشراكة مع قطب الدراسات في الدكتوراه.

كما يتميز المهرجان ،حسب نفس المصدر ،بكونه مهرجانا ترأسه امرأة، سينيفيلية وأديبة ،علاوة على إتاحته الفرصة لساكنة المنطقة وخصوصا لشبابها، لمشاهدة جديد الأفلام المغربية، والاحتكاك بالخبرات المهنية، عبر اللقاءات الخاصة مع المخرجين والممثلين والسينمائيين ،و استضافة سينمائيين وإعلاميين من خارج البلاد ،و بالضبط من سلطنة عمان، حيث كانت فرصة لتعريفهم بما وصلت إليه السينما المغربية، كما شكلت زيارة بعض المؤهلات الطبيعية للجهة، فرصة لتعريف الضيوف بالإمكانيات التي تزخر بها المنطقة، ودعوتهم لإنتاج وتصوير أفلام سينمائية، الأمر الذي سيعود بالنفع لا محالة على السينما الوطنية.

و تجدر الإشارة إلى أن أشغال المحاضرة عرفت حضور عدد من الفعاليات السينمائية من مخرجين و كتاب سينارية و ممثلين تتقدمهم الفنانة المغربية نجاة الوافي ،إلى جانب عدد مهم من الطلبة الباحثين المسجلين ضمن قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.