سابقة.. الخطوط الملكية تطلق أول رحلة طيران بلا كربون من أفريقيا

أحداث أنفو الاحد 10 ديسمبر 2023
No Image

AHDATH.INFO

أطلقت الخطوط الملكية المغربية و"إفريقيا سي إم دي سي" أول رحلة طيران خالية من الكربون من القارة الإفريقية، مزودة بوقود الطيران المستدام. وذكر بلاغ مشترك للطرفين أن "الرحلة (AT 505)، التي قامت طائرة من طراز بوينغ 787-9 بتأمينها، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 28) بدبي، هبطت أمس السبت 9 دجنبر على الساعة الرابعة والنصف مساء (16H30) في مطار بليز دياني في داكار، بعد ثلاث ساعات ونصف من إقلاعها من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء".

وأوضح المصدر أن الطائرة "دريملاينر (Dreamliner)"، التي كان على متنها 302 راكبا، استخدمت ما يقرب من 9 أطنان من وقود الطيران المستدام، أي 40 في المائة من الكمية اللازمة للقيام بهذه الرحلة، مما أتاح تجنب انبعاث ما يقرب من 23 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون. وبموازاة ذلك، يشير البلاغ، سيتم تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن بقية الوقود التقليدي المستخدم لهذه الرحلة (أي 60 في المائة من حجم الوقود) من قبل الخطوط الملكية المغربية في إطار برنامج تعويض الكربون الطوعي الذي تقوده مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.

و أوضح الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، أن هذه الخطوة تعكس التزام الشركة بتسريع عملية إزالة الكربون في النقل الجوي المغربي، من خلال الالتزام الكامل، على غرار القادة الرئيسيين في قطاع الطيران، بتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050"، مسجلا أن "المرحلة الإستراتيجية الأولى من هذا الهدف تتمثل في دمج 10 في المائة من وقود الطيران المستدام اعتبارا من عام 2030''.

وأضاف أنه على الرغم من كون الطيران لا يساهم إلا بنسبة 2 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، إلا أن جميع الفاعلين في هذا القطاع يعبئون جهودهم باستخدام وقود الطيران المستدام، ما دفع الخطوك الملكية باعتبارها رائدا إفريقيأن تكون نموذجية وأن تمهد الطريق في القارة السمراء.

من جانبه، نوه المدير العام لـ"إفريقيا سي إم دي سي"، سعيد البغدادي، بالشراكة مع الخطوط الملكية المغربية لمواكبة تنفيذ هذه الرحلة التاريخية التي تعد بمثابة لبنة جديدة لتشجيع استهلاك الوقود المستدام في المغرب .

ويأتي هذا الوقود المستدام من تحويل الزيوت النباتية المستخدمة، حيث يوفر تخفيضا يصل إلى 90 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدار دورة الحياة بأكملها مقارنة بما يعادله من الوقود، ويعد إطلاق هذه الرحلة المسؤولة بيئيا سابقة تاريخية للخطوط الملكية المغربية وللطيران التجاري الإفريقي، وتتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 28) في دبي حيث تناقش المجموعة الدولية عددا من الرهانات البيئية.

وهكذا، تستجيب هذه المبادرة للأهداف الطموحة التي تم تحديدها خلال هذا المؤتمر العالمي، الذي يهدف إلى تسريع الانتقال الطاقي لكوكب الأرض. كما أنها تندرج في تناغم تام مع سياسة المغرب في مجال التنمية المستدامة واستعمال الطاقات المتجددة.

وتعمل الخطوط الملكية المغربية، منذ عدة سنوات، على تقليل بصمتها الكربونية من خلال العديد من الأوراش، لاسيما تجديد أسطولها والدمج التدريجي لطائرات الجيل الجديد مثل طائرات "دريملاينر"، مما يسمح بخفض البصمة الكربونية بنسبة 25 في المائة.

ونفذت الشركة أيضا برنامجا طموحا لتقليص استهلاكها للطاقة، مثل تقليل الوزن على متن الطائرات، وتحسين خطط الطيران، وحتى إجراءات الصيانة للطائرات المسؤولة بيئيا.

وقد مكنت هذه التدابير، الواردة في برنامج كفاءة استهلاك الوقود " Fuel Efficiency Program"، الخطوط الملكية المغربية من تقليص استهلاكها للوقود بنسبة 10 في المائة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 في المائة كذلك.

كما تم تنفيذ مشروع آخر لكفاءة الطاقة في مباني الخطوط الملكية المغربية، مما مكنها من الحصول على شهادة "LEED" (Leadership in Energy and Environnemental Design)، وهي شهادة معترف بها عالميا في مجال التنمية المستدامة.

وبفضل كل هذه التدابير، حصلت الخطوط الملكية المغربية سنة 2023 على شهادة "IEnvA" (IATA Environmental Assessment) ، وهو نظام للتدبير البيئي وضعه الاتحاد الدولي للنقل الجوي ويشهد على احترام الالتزامات.

ويتم إنتاج وقود الطيران المستدام، وهو وقود بديل مخصص للطيران، من موارد مختلفة متجددة كليا أو جزئيا، مثل الكتلة الحيوية أو الطحالب أو النفايات الفلاحية أو الغذائية أو الهيدروجين. وهو وقود مصمم ليتم مزجه مع الوقود الأحفوري المستخدم في الطيران، دون تعديل محركات الطائرة.