قنصلية المغرب ببوردو تحيي ذكرى المسيرة الخضراء تحت شعار "مغربية الصحراء لا رجعة فيها" 

أحداث أنفو الخميس 09 نوفمبر 2023

AHDATH.INFO


نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية ببوردو الفرنسية، يوم 8 نونبر 2023، في إطار الاحتفال بالذكرى 48 للمسيرة الخضراء المظفرة، ندوة تحت شعار "الحكم الذاتي الجهوي: مفتاح التنمية المستدامة في الصحراء المغربية".

وقد جمع هذا الحدث الذي تم تنظيمه في متحف مير مارين في بوردو، عددًا كبيرًا من السياسيين الفرنسيين والمسؤولين المنتخبين والأكاديميين والفاعلين الاقتصاديين الصاعدين إلى جانب مجموعة من الكفاءات المغربية المقيمين في نيو أكيتاين.

وفي كلمته الافتتاحية، سلط السيد أحمد نوري السليمي، القنصل العام للمملكة المغربية ببوردو، الضوء على التحديات التي تواجه الاستقرار والسلام والتعايش السلمي المتمثلة في محاولات زعزعة الاستقرار التي تقوم بها من جانب واحد بعض الدول التي تحركها رغبات الهيمنة الحربية على المستويين الإقليمي والقاري.

ورأى أنه في عالم يتسم بانعدام الأمن على المستوى العالمي، فإن التداعيات المرتبطة بالتحديات التي تواجه السلام الإقليمي وسيادة الدول يتم تقاسمها بطريقة أو بأخرى ليس فقط من قبل الأطراف الرئيسية ولكن من قبل المجتمع الدولي بأكمله.

وأشار إلى أن المملكة المغربية، في أقاليمها الجنوبية، تدير بحكمة بالغة، في ظل القيادة المستنيرة والمتبصرة والحازمة لجلالة الملك محمد السادس، نزاعا مفتعلا حول صحرائها، يرهن المنطقة بأكملها ويهدد استقرار أوروبا المجاورة وحتى العالم، متجاهلة الاستفزازات المتهورة والمناورات الضارة للأطراف الأخرى.

حكمة جسدتها المسيرة الخضراء التي مكنت المملكة من استعادة أقاليمها الجنوبية سنة 1975 بفضل عبقرية المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني. وأضاف الدبلوماسي أن هذه المسيرة التاريخية تعكس تماما أبرز سمات الهوية المغربية: التسامح، والإيثار، والتصميم، والتمسك بالسلام، ونبذ العداء والمواجهة، والبحث عن التعايش والوئام، وحسن الجوار.

وأكد السيد السليمي أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة، بهذه الروح الساعية إلى الحل الأكثر توافقية والأكثر قبولا وواقعية، عرضت ودافعت عن مخططها للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، من أجل طرحه وضع حد لهذا النزاع المفتعل الذي يبدد أي أمل في خلق مغرب عربي متكامل اقتصاديا وسياسيا وهو ما ناضل من أجله دائما.

وأكد أن مخطط الحكم الذاتي للصحراء المغربية، إلى جانب النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، ساهم في تسريع ولوج المنطقة إلى التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي لدرجة أنها أصبحت الأكثر تطورا في المغرب.
وشدد الدبلوماسي على أنه إذا كان الحكم الذاتي تعتبره أكثر من مائة دولة عضو في الأمم المتحدة الحل الأكثر واقعية وجدية ومصداقية، فإنه بالنسبة للمملكة المغربية هو الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الموروث من المغرب منذ عهد الاستعمار.

ودعا الجزائر، كما طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى الانخراط بجدية في عملية الموائد المستديرة. وأوضح أن العملية لا تهدف إلى مناقشة مغربية الصحراء بل إلى الاتفاق على السبل الممكنة لتنفيذ مخطط الحكم الذاتي.

ووصف القنصل العام الأحداث الخطيرة التي استهدفت الأحياء السكنية بمدينة السمارة المغربية، بأنها إهانة للشرعية وللمجتمع الدولي الذي يؤكد بأن حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا ومستداما ومبنيا على أسس مساومة.

من جهته سلط السيد أوبير سيلان، المحامي ورئيس المؤسسة الفرنسية المغربية للسلام والتنمية المستدامة، الضوء على الخصائص المميزة لتاريخ الحكم الذاتي للمملكة المغربية باعتباره حقيقة حضارية، وفعلا قانونيا ومنظومة سياسية. ودعا فرنسا، نظرا لمسؤوليتها التاريخية، إلى التعبير بشكل أكثر وضوحا عن مغربية الصحراء.

من جانبه، أبرز الجنرال برونو كليمان بولي، الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية في مجال تأمين أقاليمها الجنوبية، مما سمح للمنطقة بجني ثمار السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأبرز السيد محمد المشرفي، أستاذ جامعي ومنتخب بلدي ببوردو، التحولات العميقة التي تعيشها الأقاليم الجنوبية على مستوى البنية التحتية والهيكلة والمشاريع الاقتصادية الكبرى التي تم إطلاقها هناك، تحت رعاية صاحب الجلالة، من أجل ضمان العيش الكريم والظروف المعيشية للمواطنين المغاربة.

من جانبه، انتقد السيد إيريك أغوستيني، المحامي والأستاذ الجامعي والخبير في النزاعات الدولية، الغموض الذي يشوب موقف الاتحاد الأوروبي تجاه النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، إلى حد أن السلطة التنفيذية الأوروبية تدعم مغربية الأقاليم الجنوبية والقضاء يطعن فيها. وانتقد افتقار الاتحاد الأوروبي إلى رؤية متبصرة فيما يتعلق بالقضية الوطنية، حيث يتمادى في تطبيق معايير قانونية مبتذلة لا تتناسب مع السياق المغربي، دون مراعاة خصوصيات التاريخ وطبيعة النظام السياسي المغربي.

وفي ختام الندوة، أكد القنصل العام أن مغربية الصحراء لا رجعة فيها، وأن المملكة المغربية ستواصل مسيرتها لجعل أقاليمها الجنوبية ملاذا للسلام والازدهار، ومساحة للمشاركة والإثراء المتبادل مع دول المنطقة، على غرار المبادرة التي أرادها جلالة الملك، نصره الله، لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.