AHDATH.INFO
في الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أكد جلالة الملك محمد السادس على البعد التنموي المسيرات التي شكلت امتدادا للمسيرة الخضراء، وهي مسيرات للتنمية والتحديث والبناء واستثمار المؤهلات التي تزخر بها بلادنا بمافي ذلك الصحراء المغربية، وذلك في إطار تكريم المواطن المغربي
وبنفس الجدية التي أكد عليها خطاب افتتاح البرلمان جاء خطاب ذكرى المسيرة الخضراء ليستحضر دور "الديبلوماسية الوطنية" في تدبير ملف وحدتنا الترابية، وما أسفر عنه من تقوية موقف المملكة، والتصدي لمواقف ومناورات "الخصوم"، وتزايد الدعم الدولي للوحدة الترابية لبلادنا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأكد جلالة الملك على أن الواجهة الأطلسية للمملكة هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة للانفتاح على الفضاء الأمريكي، وهو ما يعزز الموقع الاستراتيجي للمملكة، التي تعد البلد الإفريقي الوحيد الذي يتوفر على واجهة تطل على المتوسط (بما تتيحه من التواصل مع أوربا)، وأخرى على الأطلسي، بما تحمله من فرص وآفاق التعاون ومن تحديات أيضا.
وأشار جلالة الملك إلى عدد من الرهانات المرتبطة بالواجهة الأطلسية للمملكة، منها تأهيل المجال الساحلي وطنيا، بما في ذلك الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، عبر جعل هذه الواجهة، فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي، بتعبير جلالته.
ونص الخطاب الملكي لبلوغ هذه الغايات الثلاث، على عدة آليات ومقترحات عملية، من قبيل:
- تسهيل الربط بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي، عبر استكمال إنجاز البنيات التحتية، وتوفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك.
- الدعوة للتفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني، قوي وتنافسي.
- مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري، يساهم في تنمية منطقة الصحراء المغربية ويكون في خدمة ساكنتها.
- اقتراح تصور اقتصادي متكامل قوامه، تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر، ومواصلة الاستثمار في مجالات الصيد البحري، وتحلية مياه البحر، والنهوض بالاقتصاد الأزرق، ودعم الطاقات المتجددة.
- اعتماد استراتيجية خاصة بالسياحة الأطلسية، قائمة على استثمار المؤهلات الكثيرة للمنطقة، قصد تحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية والصحراوية.
هيكلة الفضاء الأطلسي
هذه الهيكلة لا يمكن ان تتم بمنأى عن المعطيات "الجيو-سياسية" على المستوى الإفريقي، وتتأسس ب"المعرفة الجيدة" للمملكة، للرهانات والتحديات التي تواجه الدول الإفريقية، عموما، والأطلسية منها على وجه الخصوص. فالواجهة الأطلسية الإفريقية تعاني من خصاص ملموس على مستوى البنيات التحتية، بالرغم من مستوى المؤهلات البشرية ووفرة الموارد الطبيعية.
ولتجاوز هذه الوضعية، فإن الخطاب الملكي، يقدم إطارات للاشتغال، برامج للعمل المشترك، ومبادرات لتجاوز ما هو قائم، وهو ما يتضح من خلال التوجهات الآتية :
أ- اعتماد الشراكة، لإيجاد إجابات عملية للإشكالات المطروحة. ويندرج في هذا الإطار "المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب-نيجيريا"، بما يطرحه من أفق للاندماج الجهوي، والاقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الساحلي (الذي سيمر منه الأنبوب)، بالإضافة إلى ما يقدمه من ضمانات لتزويد الدول الأوربية بالطاقة.
ب- مبادرة إحداث إطار مؤسسي يجمع الدول الإفريقية الأطلسية (وعددها 23 دولة)، بأهداف توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك.
ج- إطلاق مبادرة دولية، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، في إطار مقاربة قائمة على التعاون والشراكة، لحل المشاكل والصعوبات التي تعرفها هذه الدول، والتي لا يمكن حلها وفق مقاربة قائمة فقط على البعدين الأمني والعسكري. وفي هذا الإطار، التعبير عن استعداد المملكة، مساهمة منها في إنجاح هذه المبادرة، على وضع بنياتها التحتية (الطرقية والمينائية والسكك الحديدية)، رهن إشارة الدول المعنية