منذ متى نحب المغرب؟
منذ القديم، أو في الحقيقة منذ المجيء.
نقارب ربع قرن (أضفها إلى الإثني عشر قرنا التي سبقت) من حب هذا الوطن، ونقول إنها الاستمرارية فقط لأكثر من 12 قرنا من الولاد للوطن، ونقول أيضا لمن أتوا بعدنا إن حب الوطن لايعني الارتزاق على حسابه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
هو أيضا لايعني أن تحب بلادك فقط حين يروق لك الأمر وتكون الأشياء كلها طيبة، وبخير وعلى ألف خير.
ونقول طبعا للجميع ، حب الوطن، وحاولوا أن تجعلوا القادمين بعدكم يفهمونها لايقدر بمال.
هو أمر في الجينات طبيعي. تمس به فتكون وطنيا، أو تصيبك اللعنة فتصبح عدوا لنفسك أولًا، ثم لوطنك ثانيا، فلاتستطيع إلا كره نفسك هي الأولى، ثم الاشتغال ببلادة ضد الأرض التي ولدتك وربتك ورعتك، والتيسيقول لك الناس أينما حللت وارتحلت، ومهما هربت: أنت منها، أنت من المغرب.
ونحن نخلد الذكرى الرابعة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين،دعونا نقوم بعملية العد التي لايستطيع الآخرون القيام بها لكل المنجزات التي تمت، وللأخرى القادمة في الطريق..
سنجد أنفسنا غير قادرين على الحصر، لأن ماوقع في المغرب منذ 1999 أمر كبير وعظيم وجلل، لذلك لابأس بقليل من الاقتصار على ماوقع مؤخرا.
ودعونا هنا نكن أذكياء مثل المغاربة، أو لنحاول أن نكون في مستوى ذكاء شعبنا، لكي نقول إن آخرمانتذكره من إنجازات هو أن المغرب فرض الاعتراف بمغربية صحرائه على كبار القوم كلهم، من أمريكا، أوالولايات المتحدة الأمريكية التي سبقت الجميع لقول "الصحرا مغربية"، حتى الدولة العبرية، إسرائيل، التي تبعت إسبانيا وألمانيا، وبقية عقلاء العالم الذين قالوا إن بلدا صديقا ينخرط معنا بكل قوة في كل مشاريعالتنمية العالمية، والدفاع عن مستقبل البيئة، ومحاربة التطرف الأعمى، والصراع ضد مافيا الهجرة السرية،ومحاولة كارتيلات المخدرات هو بلد يستحق منا على الأقل أن نقول له بأننا نحترم وحدته الترابية، ونحترم موقف ملكه وموقف شعبه وموقف كل قواه الحية، من حكاية المساس بوحدته الوطنية هاته.
وأما المشاريع الأخرى، فنعتقد أنها تتحدث عن نفسها بنفسها، ونتصور أن شهادة الآخرين فينا تنوب عنشهادتنا في حق وطننا، إن كانت مجروحة: هذا البلد اليوم، يقدم في العالم بأسره باعتباره نموذج الذكاء المحلي القادر على تحدي الجميع بعلامة "صنع في المغرب".
هذا البلد اليوم، وتجولوا قليلا، وسترون أننا لانرمي وطننا بالورود وإن كان فعلا، لانفاقا أو مداهنة،يستحق ذلك، يتلقى من العالم بأسره شهادات الحب والتقدير لما يفعله هو وملكه من دروس تقدم نفسها للعالم أجمع، باعتبارها دروسا مغربية صنعت هنا، لأجل الرد على كل الأسئلة المطروحة هنا وهناك.
هاته العلامة المسماة "صنع في المغرب"، نشهرها اليوم احتفالا بذكرى عيد العرش الغالية، لكننا أصلا نجعلها يوميا بوصلة تحرك لنا في كل المجالات.
بها نقيس ضغط المتربصين بنا، وبها نعرف أننا في الطريق السليم.
هي محدد توجهنا الكبير، وهي التي نراهن عليها لكي نتركها علامة مرورنا من المكان، ومن الزمان.
ستقولون : من أنتم؟
سنرد: المغاربة، أبناء وبنات المغرب الذين يحبونه، والذين يضعونه فوق كل اعتبار، والذين يريدون فقط، فيإطار عراقتهم التي عبرت التاريخ أن يتركوا البصمة المغربية ظاهرة في وجه التخليد الكبير، لكي يعرف كل من أتى بعدنا أننا في هذا البلد نصنع جميعا، ملكا وشعبا، كل شيء باسم هذا البلد، ونوقع في الختام بكل افتخار...صنع في المغرب.