عقيدة نظام الجزائر

حكيم بلمداحي الاثنين 10 يوليو 2023
No Image

ahdath.info


لم يفوت نظام العسكر الجزائري فرصة مؤتمر حركة عدم الانحياز المنعقد أخيرا في عاصمة أدربيدجان، لممارسة عقيدته الراسخة في العداء للمغرب ولوحدته الترابية..
وزير خارجية الجزائر بنى خطابه في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز على تكرار الأسطوانة المشروخة المتعلقة بقضية الصحراء المغربية والمس بوحدة المغرب الترابية.. نفس النهج سار عليه ممثل الجزائر في الأمم المتحدة، الذي أغضبه الرد الصارم لممثل المملكة المغربية الدائم في الأمم المتحدة، عمر هلال. فبعد مداخلة وزير الخارجية الجزائري في الاجتماع المذكور، وفي رد من عمر هلال على ما جاء في ذلك الخطاب من مغالطات، مع عدم ذكر صاحبه، غضب ممثل الجزائر في الأمم المتحدة وتدخل في اعتراض مبني على المظلومية والتشكي.
طبعا ليس غريبا أن تكون كل خطابات الديبلوماسية الجزائرية كلها عداء للمغرب، فالأمر عقيدة دأب عليها نظام الحكم في الجزائر منذ عقود. النظام الجزائري يبني سياسته الخارجية أساسا على قاعدة العداء للمغرب ولمصالحه ولوحدته الترابية. في كل المحافل الدولية لابد أن يقوم الخطاب الديبلوماسي للجارة الشرقية على العداء للمغرب. وعلى الرغم من التطورات التي شهدها العالم منذ قرابة نصف قرن، فإن جدار برلين ما يزال قائما بالنسبة لحكام الجزائر، وعقيدة العداء الدفين مستمرة في معاكسة لتعاقب الأجيال ولتغير المصالح وتبدل الأحوال.
هل ننتظر غير ذلك من نظام عقليته عدوانية ثابتة لجيرانه وخصوصا المملكة المغربية؟ الجواب واضح للجميع ومنهم الشعب الجزائري نفسه، الذي فطن للعبة واكتشف أخيرا أن سياسة هذا النظام عبثية انفعالية، ولم يخطئ الجزائريون بتسمية هذا النظام بالعصابة.
سعار نظام الجزائر سوف يزند بشكل أكبر وهو يرى مشروعه وعقيدته في العداء للمغرب تفشل، وقضية الصحراء المغربية تسير في اتجاه لا يخدم مصلحة هذا النظام المعاكس.
نظام الحكم في الجزائر لم يخف كون قضية الصحراء المغربية بالنسبة له تدخل في خانة الأمن القومي. وأمن النظام العسكري في الجزائر مبني على خلق المتاعب للمملكة المغربية، ورغبته الدفينة تتمثل في عزل المغرب وخنقه بعد قطع أوصاله في الشرق وفي الجنوب. والمغرب يعي جيدا هذا الأمر ويشتغل بكل قوة على أن لا يكون هناك أي عائق يقطع اتصاله بعمقه الإفريقي أساسا.
نظام الحكم في الجزائر مستعد لأي شيء من أجل أن يصبح المغرب جزيرة معزولة، حتى لو كان هذا الشيء معاكسة مصلحة الشعب الجزائري نفسه. ويعلم الجميع أن النطام الجزائري أفشل مشروع قيام المغرب الكبير، الذي، لو تحقق، سيكون له نفع كبير على شعوب المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ليست تهمنا أنانية هذا النظام ولكن الأهم بالنسبة للمغرب وللمغاربة هو المسار الذي اتخذه موضوع الصحراء المغربية، فالصحراء المغربية لم تعد قضية لأن الأمر حسم بشكل شبه كلي خصوصا بعد العملية الأمنية في معبر الكركرات. كما أن تطورات الملف على المستوى الدولي تتجه نحو صيانة وحدة المغرب الترابية. وكل مناورات نظام العسكر لم تعد بالتأثير الذي كانت عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بعد خفوت الحرب الباردة وظهور إرهاصات نظام عالمي جديد يتبلور في الأفق. وما إخفاق الجزائر في مؤتمر دول عدم الانحياز سوى مثال للتوجه الجديد للعالم الذي يتعامل معه نظام الحكم في الجزائر بعقلية وعقيدة باليتين.
المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، ليست هذه مقولة أو شعارا رومانسيا. إنه واقع يشهد عليه ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من تطور وحركة متسارعة نحو البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. وفي انتظار الحسم في مجلس الأمن، فلا قوة ولا عقيدة عداء ولا شيء يغير من مغربية الصحراء والمغاربة، كما العالم، يعرفون ذلك جيدا...