موسوعة الحضارة المغربية أبرز عناوين الدورة 28 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالمغرب

متابعة الأربعاء 07 يونيو 2023
No Image

ahdath.info



شَكَّلَ إصدارُ مجلس الجالية المغربية بالخارج لـ "موسوعة الحضارة المغربية: من التراث المادي إلى التراث غير المادي" لهذه السنة (2023) الحدث الثقافي الأبرز والأهم للدورة 28 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط. إذ تتكون الموسوعة من 12 مجلدا ضخما، وتضم أزيد من أربعين محورا، لتُغطي بالدراسة والبحث والتوثيق مختلف أوجُه ومظاهر ومجالات الحضارة المغربية وتجلياتها في الثقافة والفنون الشعبية والمعاصرة (الموسيقى والمسرح والسينما)، والمعمار، والطقوس، والعادات، والطبخ، واللباس، وغيرها من مظاهر وإنجازات الحضارة المغربية العريقة، في أبعادها المادية وغير المادية.
والجدير بالذكر بأن مجلس الجالية المغربية بالخارج كان قد شرع، منذ سنة تقريبا، بإشراف لجنة علمية موسعة من الباحثين والأكاديميين المغاربة من الوطن وخارجه، في الإعداد لهذا المشروع الضخم والطموح، وبمساهمة العديد من الكُتاب والباحثين والأكاديميين المغاربة، يتوزعون على مختلف الجهات والمناطق المغربية، من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. إذ يمثلون معظم الجامعات، والمعاهد، والمراكز العلمية المغربية، وذلك في مختلف المجالات والحقول المعرفية، من علوم اجتماعيه وإنسانية تشمل: علم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم النفس، والدراسات الإسلامية، والفقه، والتصوف، والآداب والفنون، والدراسات الثقافية، وغيرها ...
إضافة إلى توظيف الموسوعة لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الصور والرسوم التوضيحية، قام بإنجازها، مصورون فوتوغرافيون وفنانون تشكيليون من داخل المغرب وخارجه، اشتغلوا على رموز الحضارة والثقافة والهوية المغربية بشكل تشخيصي، لتجسيد وإبراز مختلف التجليات والتمظهرات المادية وغير المادية للتراث المعماري والحضاري والثقافي الغني والمتفرد للمغرب. مع التأكيد على أن موسوعة "الحضارة المغربية"، هي موسوعة متخصصة وعلمية، تعتمد على المصادر، والوثائق، والمراجع العلمية الموثوقة، وليست موسوعة معارف عامة. إنها توثق، وتدون، وتؤرخ، وتُعَرّف بشكل علمي وشاسع بالحضارة المغربية العريقة في مختلف أبعادها المادية وغير المادية. كما أن هذه الموسوعة تُعتبر الأولى من نوعها في المغرب، وهي مفتوحة على الإغناء والتنقيح وإضافات محاور ومجلدات أخرى بشكل دوري وسنوي.
ومما جاء في الكلمة التقديمة لـ "موسوعة الحضارة المغربية: من التراث المادي إلى التراث غير المادي"، والتي كتبها المؤرخ والمفكر المغربي عبد الله بوصوف (أمين عام مجلس الجالية المغربية): "إن عنونة هذه الموسوعة ب :"الحضارة المغربية، من التراث المادي إلى التراث غير المادي"، نابع بالأساس من هم معرفي من جهة، وذاتي إبداعي من جهة ثانية، فعلى المستوى الأول، ارتأينا أن نؤرخ ونؤصل للمغرب والمغاربة فيما يمكن أن يشكل الهوية المغربية الأصيلة على أسس موضوعية وعلمية، تجد تجلياتها في العلوم الإنسانية والاجتماعية التي باتت تعرف في المغرب نشاطاً غير مسبوق، فيما يخص البحث والإصدارات المتعددة، والتي أضحت تواكب ما يصدر في الغرب على مستوى النشر والتداول بحكم موقع المغرب الجيو-استراتيجي بقربه وانفتاحه على أوروبا.
ومن هذا المنطلق، وبحكم امتداد المغرب الإفريقي وانفتاحه على منطقة آسيا والشرق الأوسط، بات بحكم ديناميته الثقافية والحضارية نموذجا يحتذى به في العديد من المجالات. وهذا الأمر ليس وليد الصدفة، أو حدثاً عابراً في الزمن الإمبراطوري للمغرب، بل هو حاضر ومستمر منذ رحلات ابن بطوطة غربا إلى الأندلس، وشرقا إلى الخليج العربي وعموم الشرق الأوسط، ومنطقة جنوب آسيا والصين، وجنوبا إلى إفريقيا. وقد استثمر المغاربة في أدب الرحلة تأليفا وتدوينا ودراسة ونقدا، مما جعلهم على انفتاح دائم بمعارف الأمم والشعوب وحضاراتها، وهو ما يتضح بالتخصيب الإبداعي لمختلف الحقول الفنية والأدبية، كما هو الأمر في المطبخ واللباس والموسيقى، بشكل يجعل المغرب مختبر انصهار الحضارات وتآلفها في العالم.
ويشارك في هذا العمل الضخم نخبة من كبار الباحثين والباحثات في المغرب من مختلف الحقول المعرفية، الإنسانية والاجتماعية، مُقارِبين الحضارة المغربية بتعدد روافدها ومكوناتها من مختلف الزوايا والرؤى، طالما أن غنى وعظمة هذه الحضارة تتطلب العمل الموسوعي الجاد والحصيف. وإذا كنا نبتغي كتابة تاريخ هذه الحضارة وتأصيلها في زمن العولمة، بما بات يحمله من توحيد وتنميط للثقافات ومحو للتعدد والاختلاف، فإن رغبتنا هذه لا تنفصل عن عزيمتنا لترجمة هذه الموسوعة إلى أربع لغات حية، أو أكثرها تداولا في العالَم، بهدف تعريف الآخر غرباً وشرقاً، شمالا وجنوباً بقدرة المغرب على الإبداع والخلق والتجديد في الثقافة والحضارة على حد سواء، آملين أن تشكل هذه الموسوعة فاتحة أعمال أخرى في مجالات الصناعات الثقافية والقوة الناعمة للتعريف بالمغرب وبحضارته العريقة والعظيمة".