أصدر مرصد الصحراء للسلم و الديمقراطية و حقوق الانسان اليوم الأربعاء 31 ماي، بيانا استنكاريا حول ما تعيشه مؤخرا مخيمات تيندوف من تجاوزات و اعتقالات تعسفية و قمع للوقفات السلمية و جاء فيه ما يلي:
على خلفية ما تشهده مخيمات تيندوف من تصاعد خطير في الآونة الأخيرة، و خصوصا الاحتقان الذي خلّفه اختطاف الناشط الصحراوي سالم ماء لعينين السويد يوم 01 ماي 2023 على الساعة التاسعة ليلا، بالقرب من نقطة مراقبة تابعة للشرطة الجزائرية بولاية تندوف، رفقة أخته جفينة ماء العينين السويد، و التي طالها التنكيل و الضرب هي الأخرى من طرف عناصر البوليساريو، فيما تمّ اعتقال سالم ماء العينين و الزجّ به في أحد مراكز الاحتجاز المجهولة التابعة لنفوذ قيادة البوليساريو، و ذلك بسبب مشاركته إلى جانب مجموعة من النشطاء الحقوقيين في تظاهرات سلمية و نشره لمقاطع مسجلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفضح تجاوزات و اختلالات عمل القيادة في البوليساريو، لا سيما ما يتعلّق بنهب المساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة تيندوف.
كما لم يسلم المدونون الصحراويون من المضايقات، حيث تمّ تسجيل تجاوز في حق المدعو الولي السالك البربوشي العضو في الفرع الجهوي لاتحاد شبيبة بوليساريو بمخيم الداخلة والذي زجّ به في سجن " الذهيبية" بعد اعتقاله يوم 21 مارس 2023، حيث تمّ إرغامه على توقيع تهم مجانية تخصّ إيواء مهاجرين غير شرعيين وحيازة معدّات للتنقيب عن الذهب، وذلك نظرا لما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي من انتقادات ضد قيادة البوليساريو وسوء تدبير دولة الجزائر، البلد المضيف، للمخيمات.
وعلى خلفية هذه الاعتقالات، قامت مجموعة من المناضلين والمناضلات منذ 04 ماي 2023، بوقفات احتجاجية سلمية أمام مقر الأمانة العامة للبوليساريو، مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين السياسيين في المراكز السرية والعدالة لقضيتهم وبمحاسبة المتورطين في التنكيل والتعذيب الذي طال المحتجزين، كما رفعوا شعارات ومطالب بتدخل المنتظم الدولي والمنظمات الحقوقية لإطلاق المحتجزين ووضع حد لسرقة المساعدات الإنسانية التي تتاجر بها قيادة البوليساريو بدول الجوار الجنوبي للجزائر وبتواطئ من هذه الأخيرة.
وإذ يستنكر مرصد الصحراء هذه الأفعال اللاإنسانية والمنافية للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الصادرة من لدن قيادة البوليساريو إزاء ساكنة مخيمات تيندوف، فهو يدعو المنتظم الدولي لحث دولة الجزائر كبلد مضيف، لتحمّل مسؤوليتها اتجاه الأوضاع داخل المخيمات وما تعرفه من انفلات أمني خطير قد يترتّب عنه تهديدات على مستوى الأمن والاستقرار داخل المخيمات قد تصل عدواها لدول الجوار.