في الذكرى 67 لتأسيسه أمننا الوطني…أمن المغرب…أمن المغاربة !

كلمة "الأحداث المغربية" الاثنين 15 مايو 2023
No Image

نخلد يوم 16 ماي (الثلاثاء) ذكرى تأسيس أمننا الوطني السابعة والستين. نخلدها وفي وجدان كل واحدة وكل واحد منانبذة من علاقة ما مع هذا الأمن.

وبين كل هاته العلاقات الشخصية مع هذا الجهاز، هناك اعتراف جماعي/شخصي من طرف كل مغربية، وكلمغربي، أن دينا في الأعناق يكبلنا تجاه هؤلاء الذين يحمون البلاد والعباد، والذين يحملون يوميا أرواحهمفوق أيديهم فقط لكي يبقى المغرب آمنا مؤمنا.

تغيرت علاقة المغاربة بالأمن أو "البوليس" مثلما يسمونه منذ فهموا أنهم هم وهذا الجهاز واحد: الإثنان معايريدان مصلحة الوطن والحفاظ على كل المكتسبات.

وقد مضى فعلا ذلك الزمن البعيد الذي كان المغربي يخشى فيه الشرطة، ويهرب من سيارتها فقط لأنها تمرقربه. وأتى علينا زمن جديد، وعهد جديد يفاخر فيهما المغربي الدول والبلدان الأخرى أن لديه جهازا أمنيًايتفوق على الجميع في كل شيء.

لذلك وعندما يعبر عبد اللطيف الحموشي، مدير عام هذا الجهاز الذي يحظى بالثقة الملكية السامية، الأماكنكلها، ويطلب منه الشعب صورا للذكرى، يفهم أن عمل مؤسسته يحظى بتقدير كبير من طرف الناس،ويستشعر ثقل المهمة الملقاة على عاتقه أن يبقى دوما وأبدا عند حسن الظن حتى الختام.

كذلك، عندما يتعرض هذا الجهاز لهجوم أعداء المغرب، من الحالمين لنا بالكوابيس السيئة التي تريد الشربالمغرب، نستوعب جميعا بسهولة، ودون كثير عناء، أن أعداء الوطن يستهدفون أفضل من وما فينا لأنهمفعلا يريدون الشر بالوطن.

في الأثناء ذاتها يواصل هذا الجهاز الاشتغال بجد ودون كثير توقف عند المطبات التي تريد له التعثر.

يعرف أنه يحظى بالثقة المولوية الغالية التي تتكرر باستمرار - عن قصد وعن صادق امتنان مغربي رفيع - في كل الخطب الملكية، ويعرف أنه يحظى بتعاطف المغاربة وحبهم لعملية التغير والتغيير الدائرة داخله وفقمنطق الاستمرارية العريق المرتكز على أن دولة عتيدة مثل المغرب من واجبها أن تطور دوما وأبدا وسائلاشتغالها، مع الحفاظ على الروح الأولى المؤسسة: روح الانتماء لكل هذه العراقة المغربية التي لاتنتهي.

لذلك، وعندما تم اختيار العاصمة العلمية فأس لاحتضان احتفالات الأمن الوطني لذكراه، واحتضان الأيامالمفتوحة له على أرضها، استوعب الكل الرسالة؛ هذا الانتماء التاريخي فينا لكل أوجه الحضارة هو ثابتيحدد توجهات المستقبل ومختلف تطوراته.

والأمن الوطني المغربي المؤمن بدخول تحديات المستقبل دخولا عاقلا، يعرف أن لديه أرضا يرتكز عليها،وتاريخا يعود إليه يسمى المغرب العريق، ومن علاماته الأولى المدينة التي تم تأسيس كل شيء فيها: فاس،والكل في فاس، ويعرف مع اختيار المكان واللحظة أنه يعلن هذا الانتماء التاريخي العريق محددا لكلالتوجهات المستقبلية الكبرى التي تنتظره، والتي تفرض نفسها عليه، مثلما يفرض هو نفسه عليها، فاعلاحقيقيا في المجال الأمني العالمي، يحظى بكل التقدير والاعتراف من طرف الجميع، من أقرب البلدان إلينا،حتى أقصاها في أبعد مكان.

تحديث لوسائل الاشتغال، عملية تكوين مستمرة للأطر والعاملين، تمس لغاتهم ودراستهم، وكل مايتطلبهتطوير قدراتهم، إطلاع مستمر على آخر مااستجد عالميا في المجال الأمني، انخراط حقيقي في الحرب دولياعلى الجريمة المنظمة، إرهابا وتهريبا للبشر وللثروات ولكل الممنوعات، تقرب فعلي من المواطن، وحضمستمر على جعل التعامل الإنساني محور أي علاقة مع المغربية والمغربي، ثم اقتناع تام أن الحفاظ علىالأمن العام والخاص وجهان لعملة واحدة، وأنه ليست هناك جريمة صغيرة يستهان بها وأخرى كبيرة تأخذكل الاهتمام، بل فقط هناك مواطن يجب أن يشعر بالأمان وبوجود مغربيات ومغاربة يمضون اليوم بطوله،ليلا ونهارا، لكي يكون هذا الشعور حقيقيا ملموسا فعليا وقائما حقا.

عناوين عريضة تربط الناس بأمنها، تجعلهم يحسون فعلا أنه مواطن وطني، وأنه في خدمة المغاربة كلهم،وأن هذا الانتماء للشعب وخدمته هو محركه الأساسي والثابت والمتواصل.

لذلك يستحق أمننا الوطني، أمن المغرب كله، وأمن المغاربة كلهم، صادق التحية وحار التهنئة في ذكرىتأسيسه، فهو حقا علامة تميز مغربية من بين علامات أخرى تجعلنا جميعا نفخر بهذا الانخراط المشترك فيالدفاع عن الوطن بيننا وبين أهلنا من منتسبي هذا الجهاز.