والجمهور…فينا هو ؟؟

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 10 مايو 2023
No Image

كان الهدف في مكناس منذ أسابيع، هو صعود فريق الكرة إلىالقسم الثاني الاحترافي، والتخلص من ربقة الهواة التي دامتحوالي الثمان سنوات، وأصبح اليوم الهدف هو إطلاق سراحالجماهير المكناسية التي حلت بالدار البيضاء يوم مواجهة"الطاس"، وتورط بعضها في أحداث لايمكن القبول بها.

وكان الهدف في الرجاء قبيل بداية الموسم تحقيق وعد الرئيس (الحالي/السابق) البدراوي أنه "غادييبلبلها" ألقاب رفقة الخضراء الوطنية، فأصبح الهدف اليوم التخلص من تحكم صوت الشعبوية الفارغ فيتسيير الفريق.

لنقلها، وإن لم تعجب إخوتنا الصغار من مشجعي الكرة، ليس في مكناس والدار البيضاء فقط، بل فيالمغرب كله: دور مشجع الكرة هو تشجيع فريقه فقط لاغير.

ليس مطلوبا منك احتلال المدن مثلما تقول الأغنية بغباء، وليس مطلوبا منك الاشتباك مع الشرطة والقواتالعمومية بالحجارة، وليس مطلوبا منك، وليس في مستطاعك أصلا، تسيير ناديك الذي تحبه، وإطلاقالفتاوى الكروية وغير الكروية صباح مساء عبر الفيسبوك، وأنت لاتستطيع حتى أن تساعد نفسك فيحياتك الشخصية على السير في المسار السليم.

ودعوني أكن قاسيا مع من هم في سن إخوتي الصغار وأبنائي، لأنني عشت معاناة أسر مكناسية تركت كلهموم الدنيا وراءها وتبعت فلذات أكبادها حتى العاصمة الاقتصادية لكي ترابط أمام المحكمة في انتظارالفرج.

من العيب حقا أن تورط أسرتك في فعل فادح مثل هذا، بداعي تشجيع فريق للكرة.

لاشيء إطلاقا يمنحك هذا الحق، ولاشيء إطلاقا في الدنيا كلها يعطيك الإذن بأن تحمل الحجارة وتشرع فيرميها فقط لأنك "مادخلتيش للتيران".

أيضا بالنسبة لجمهور الرجاء الذي اعتقد أنه يستطيع بالشعبوية الفارغة عبر الفيسبوك أن يسير فريقاعملاقا مثل "الخضراء"، ووجد رئيسا يسايره في هواه، أو لكي نقولها بالدارجة ونكون أكثر وضوحا(يمشي معاه فهبالو)، فالنتيجة كانت واضحة وواحدة: خسران الرجاء لكل شيء أو تقريبا كل شيء هذهالسنة، واضطرار محبيها الاكتفاء بالبكاء على الأطلال وتبادل الاتهامات فيما بينهم.

في الحالتين معا لدينا جمهور يتصور نفسه مكلفا بدور هو ليس له: دور تحدي قرار عاملي، قد نتفق معهوقد نختلف، بمنع الدخول إلى الملعب، وجب احترامه والسلام، ودور تسيير فريق كبير بالمزاجية عبرالأنترنيت، أو في حالات أسوأ بمنطق التصفيق لمن يدفع أكثر، دونما الدخول في ملابسات مخجلة ستزيدالطين بلة وكفى.

لذلك لامفر من الوضوح فيها مجددا، ولامفر، بعد المطالبة بمراعاة أسر الجماهير المكناسية التي نتمنى لهاالحرية، بعد الاستفادة من هاته التجربة المريرة التي لم نكن بحاجة إليها، من أن نطالب جمهورنا المغربيبالتميز فقط في المجال الوحيد الذي يبرع فيه: حسن التشجيع، فقط لاغير.

التسيير له ناسه وخبراؤه، والطعن في القرارات الإدارية له مسالكه القانونية، وبالتأكيد تهشيم سيارة سيدةمغربية عادية كل ذنبها أنها تقطن قرب الملعب ليس من هاته المسالك إطلاقا.

رجاء، حاولوا الحفاظ على الصورة الرائعة التي كونها الناس عن كرتنا -بجمهورها ولاعبيها ومسيريها - في المونديال. حاولوا ألا تواصلوا خدش هذه الصورة الجميلة حد تحويلها فقط إلى كل هذا القبح المريع،الذي ندفع ثمنه انكسارات وخسارات داخل وخارج أرض الميدان.