ثرثرة فوق "الويل" !

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 20 أبريل 2023
No Image

سألني صديقي مجددا "علاش كتعايرو بعضياتكم هاد الأيام...عشيرة الصحافيين؟"

أجبت رفيقي: (قلة الشغل وصافي).

ابتسم وقال: على الأقل أنت صريح...

رددت له ابتسامته في وجهه، وقلت "مكره أخاك لابطل"

قال "أوضح، أبن، أفصح، إشرح ياهذا، وشرح ملح مايخناز"

ذكرت مخاطبي أن شرح الواضحات من المفضحات، وفضائح ميداننا لم تعد تخفى منذ زمن بعيد،بل بعيد جدا، على أحد، لذلك لاداعي للمزيد"•

قال لي "لابد مما ليس منه بد، واليوم أنتم _ أحببتم ذلك أم كرهتموه _ فرقتان، ضفتان، خصمان لكي لا أتمادى في الغي، وأقول ...عدوان".

هونت من روع الرجل قبل أن تأخذه الحماسة إلى مراتب لاقبل لنا بها، وأكدت له من موقع (العضوالملاحظ) الذي يروقني، والذي كنته دائما، أن الأمور متحكم فيها مضبوطة، وأن الأصدقاءالغاضبين سيعودون إلى هدوئهم فور تطييب خواطرهم بهاته الطريقة أو تلك.

سيفتر حماسهم حين سيتفقدون مكتسباتهم المؤبدة، وفي رواية أخرى، المزمنة، التي أدمنوها، وسيجدوا أنها لم تمس. سيمثلون دور من كان غاضبا هنيهات من الوقت وعاد إليه رشده فجأة، واستعاد كل الهدوء، فأمسك قلمه بين يديه، وشرع في "تحناش" الكلمات العاقلة التي يعتقد أنهاستجب ماقبلها، وستنسي الناس فيما قيل، رغم أن ماقيل هاته المرة خطير وكثير، وأغلبه ند عن مطلقيه في لحظة الخوف على المصلحة الخاصة، الذاتية، الصغيرة، وهي أصدق لحظات القوم، لذلك كشف معدنهم والحقيقة.

ومع ذلك_ واصلت الفضفضة والثرثرة مع صديقي _ لاداعي للرعب المبالغ فيه، ستجد الحرفة بهذاالشكل أو بالآخر الطريقة لكي تجمع شتاتا يبدو للبعيدين عنا غير قابل نهائيا للالتئام.

شيء واحد سيصعب علينا جميعا _ في هاته الضفة أو تلك _ أن نستعيده، وخسارته فعلا هي أفدح الخسارات .

سألني الرفيق "ماهو؟"

خشيت أن أقول له...عملة الاحترام بوجهيها معا: احترام النفس أولا، ثم احترام الآخر ثانيا.

فضلت ألا أجيب، وقلت له بالتباس مقصود: شيء ما لست قادرا على تحديده الآن، لكن من الأكيدأننا تركنا جزءا كبيرا منه على قارعة هذا التلاسن الذي إن دل على شيء فإنما هو يدل على اللاشيء حقا.

على العدم، على الخواء، على الفراغ وعلى الخلاء...أعز الله قدر الجميع.

فعلا تركنا جزءا كبيرا من هاته العملة على قارعة الطريق، ونحن ماضون قدما في هذا الهراء، بل لعلنا تركناها كلها دون أن ندري، ولازلنا مصرين على المواصلة دونها، دون أصغر ذرة حياء.

ما الذي يمكن أن يضيفه "العضو الملاحظ" الذي يقترف هاته الثرثرة فوق كل هذا "الويل" بعد كلهذا؟

لاشيء، سوى تهنئة الجميع، من كل الضفاف، بالعيد السعيد، والنبس بهمس شديد وألم أشد...عواشر مبروكة ياقوم...وصافي، أو مثلما يكتب في الشيكات الفخمة بعد أي مبلغ مالي كبيربالدرهم أو الأورو أو الدولار، أو حتى بالين..."فقط لاغير".