إكرام بالدفن !

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 14 أبريل 2023
No Image

...وعكس الآخرين، كل الآخرين، الذين يرون في الصراع القائم حاليابين (القيادات) الإعلامية المغربية، حول مختلف المناصب، الحقيقية والمتخيلة المتاحة أمامها، دليلا قاطعا على النزول إلى الحضيض الذي وصله إعلامنا ومن يقودون جموده، لأنه لاحركة فيه، أرى أن هذا الصراع أمر إيجابي ويحمل في طياته الكثير من دلائل الخيرات، ويكفي فقط التوفر على ملكة النظر إلى الجزء المليء من "الغراف" للتأكد من الأمر.

هذا الصراع أولا دليل انعدام أنانية في صفوف قبيلة الصحافيين. الكل يريد أن يضحي بنفسه في سبيل خدمة الصالح العام. والكل مستعد لنسيان أعبائه الشخصية، وهموم عائلته الصغيرة، من أجل التفرغ لخدمة "العائلة" الكبيرة، والدفاع عن حقوق ممتهنيها ومنتسبيها وبقية المحسوبين عليها.

بالله عليكم، ثم بالله، هل رأيتم إيثارا على النفس أكثر من هذا من طرف ذوي الخصاصة من أهلنا؟

ثم هذا الصراع ثانيا هو برهان وحجة على إيماننا جميعا بأهمية العمل النقابي والجماعي في مهنتنا،وعلى اقتناعنا بأن اليد الواحدة المتضامنة، المتكلمة بتناغم بالصوت الموحد قادرة على أن تأتي بالعجب العجاب من المصالح الآنية والمستقبلية لهذا القطاع المحتاج للكثير من المساعدة، بل المحتاج لكل المساعدة.

وهذا الصراع ثالثا، وبكمية الأسماء المتوفرة فيه، والتي يقول منها كل واحد إن "فوله طياب"، وأنه هو الأجدر بالمناصب كلها، وأن الآخرين كل الآخرين هم مجرد تافهين لايستحقون حتى النظر في وجههم غير العزيز،(هذا الصراع وكل هاته الوفرة في عرض الأسماء وطلب المناصب) حجة على أن الصحافة في المغرب ولادة، وأنها إن عجزت عن مدنا بأقلام وأصوات ووجوه متميزة حقا لاكذبا في مجال عملها، فإنها لن تعجز عن تفريخ الراغبين والراغبات في تحمل كل أنواع المسؤوليات الجماعية والفردية، والأخرى المحسوبة على باقي الفئات.

وواهم حقا، بل حاقد جاحد، بل متربص بقبيلتنا يريد بها ولها كل الشرور، من تخيل له أمارته بالسوء أن قومنا في صراعهم هذا، يريدون فقط المصالح والمناصب والتعويضات، والجاه المرافق لكل هذا و "الهالة والهيلمان"، وبقية الأرباح والفوائد الناتجة عن الاستثمار في هذا القطاع.

أبدا، وقطعا ومستحيل.

قومنا من القيادات زهاد ناسكون لايريدون إلا الإصلاح مااستطاعوا، وهم يتحملون سماع "اللي يسوا واللي مايسواش"، وهو يشتمهم لأجل عيون هذه المصلحة العليا للقطاع، ومن أجل مزيد من التقدم والازدهار والإصلاحات فيه.

لذلك قلنا في البدء إن هذا الصراع، وإن بدا ظاهريا صغيرا ومسكينا ومن العيب أن يمثل لهزالته أقصى منى هاته المهنة التي تعد نبيلة وجليلة في بلدان أخرى، إلا أنه في العمق صراع إيجابي وفيه لنا جميعا الخير الكثير.

لذلك لايسعنا إلا أن نطلب - بعد الهداية - لمختلف المتدخلين فيه، ونحن منهم ومعهم بطبيعة الحال، المزيد منه والإكثار من علاماته خصوصا في هاته العشر الأواخر بالتحديد...

"أوليس كذلك"، مثلما يسأل الفقيه المراكشي "متمشخرا" على الوقت؟؟؟

بلى وهو كذلك، فاللهم زد وبارك، مثلما يرد نفس الفقيه، وأقم الصلاة يرحمك الله...

صلاة الجنازة على حرفة قتلها أبناؤها، والعياذ بالله من "مساخط الوالدين".