مقالب كرغولية (ذاتية) !

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 12 أبريل 2023
No Image

يصعد القط فوق كتف الإمام وهو يصلي التراويح. يحتفي الكل بطرافة ولطف المشهد، ويكاد العالم ينسى،إلا في بلاد آل كرغول، إذ يحظى الإمام بتكريم كرغولي بسبب مافعله به القط.

نبتسم بهدوء لئلا يسمعنا الجيران، ونمضي إلى مقلب آخر.

تعلن "دوتشيه فيليه"، أنها ستقدم وثائقيا عن المغرب، نقول "آمين"، ومثل كل العقلاء في العالم أجمعه ننتظر، لكي نشاهد وبعدها نحكم.

وحده الكرغولي، ولأن القلم الذي لم يكتب به يوما رفع عنه منذ القديم، لايستطيع الانتظار، لأن الله حرمه من نعمة العقل، فينشر على امتداد أسابيع في مواقع التواصل إن القناة الألمانية ستفضح المغرب شر فضيحة، ويتبع حمقى من بني الجلدة (من الذين يؤجرون الخدود ونسميهم هنا باللغة المغربية "كاري حنكو") الكرغولي في استيهاماته والجنون، ويكتبون هم أيضا إن المغرب سيصبح غسيلا منشورا فوق حبل تلفزيوني ألماني...

تبث قناة "DW"، برنامجها، فيتضح أنه يرسم صورة إيجابية (واقعية إذن) عن المتغيرات الكبرى في إطارالاستمرارية، التي استطاع المغرب بنبوغه المعهود أن يحققها وأن يعيشها منذ 1999، وحتى الآن.

يزدرد الكرغولي حقده والغيظ بصعوبة، وينتظر المقلب الموالي...في نفسه طبعا كالعادة.

ينهض الكرغولي من عدم الانتماء، وتيه التاريخ غير المضبوط، فيرى خارطة مشوهة مصنوعة بأنامل الفوتوشوب الكاذبة. يصدقها العبيط وينشرها ويقول إنها تمثله.

يضحك منه العريقون أبناء التاريخ، ويشرحون له ولصرخة "الهولالا" التي تعد رصيده الفكري الوحيد في الحياة، وهو يعلق على مباريات الكرة، إن التاريخ الذي نشره له الفوتوشوب لايوجد إلا في مخيلته العاجزة عن الإدراك، وأن الشريف الإدريسي يوم وضع للعالم خرائطه لم يجد هنا وفي ذلك الزمان إلا المغرب لكي يسمي به المنطقة كلها.

لايستطيع عقل الكرغولي تقبل الحقائق، لأنه كذبة، نتاج كذبة، فيواصل التحليق في سماوات الهلوسات الناتجة عن التعاطي والإكثار من استعمال مذهبات العقول.

نكاد نسأل القناة الخليجية التي تشغله "ماذا دهاكم ياطويلي العمر حتى استعنتم بهاته النطيحة المتردية التي عافها السبع (المغربي، أسد الأطلس أو الأطلسي والأمر سيان فالجبل والبحر لنا) لكي تعتدوا بصوتها الأجش المنكر على مشاهديكم وهم يتابعون أحلى مباريات الكرة العالمية التي اشتريتم كل حقوقها؟"، ثم نعدل عن الأمر، ونلتمس لإخوتنا هناك في الخليج، سبعين عذرا، كعادتنا، نحن الذين منحنا الصبر المغربي حلما لاينتهي، وقشابة أوسع من كل ضيق قد يعرفه الناس.

نترك الكرغولي والكرغولية تائهين في مقالبهما الذاتية، لانكترث بهما كثيرا.

نتذكرهما فقط حين الرغبة في الابتسام أو الضحك، أي ساعة الترويح عن النفس، وهي ساعة ضروريةلسلامة العقل والجسم، ولو كان الكرغولي قادرا على القيام بها، لما قال عنه ناس زمان هنا في المغرب العظيم وعن عشيرته عشيرته إنهم "عشرة فعقل".

نصفع، نصفح، نتغاضى، نبتسم ونضحك ونمضي، وتلك هي خير الأمور.