تشابه البقر علينا !

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 07 أبريل 2023
No Image

واضح أن ثمة خللا في التواصل الحكومي. واضح أن الحكومة تعاني فعلا في هذا المجال.

خصومها، ومن لم يدخلوها، رغم أنهم كانوا راغبين في ذلك، وبقية الحالمين بإسقاطها، لكي يعاد "الضميس" من جديد، ويعثروا على موطئ قدم في القادم من الترتيبات، لايفوتون أي فرصة، حقيقية أو مصطنعة، للنيل منها، وهذا حقهم، بل هذا هو لب العمل السياسي، وجوهر اللعب الحزبي فيه بين من يكون في التسيير وبين من يكون في المعارضة.

بالمقابل، حكومتنا لديها مشكل كلام ومشكل طريقة كلام حقيقي، ويمكن النظر إليه بالعين المجردة، وبكل سهولة.

سيقول القائل من علياء تسييره التقنوقراطي للأشياء "الكلام لايهم. الأهم الفعل". سنقول "آمين"،وسنضيف "لكن الزمن هو زمن تواصل جيد وقدرة عليه لكي يظهر العمل، لازمن اختفاء وراء بيانات بلغةخشب ظاهرة لاتستطيع إقناع من كتبها قبل أن تقنع المواطن الراغب في فهم الأشياء لكي يحدد موقفه منها بناء على العلم الحقيقي، لا على الاستيهامات".

خذ لك مثلا النقاش الأخير حول البقر والجاموس، والفوارق السبعة بين الحيوانين معا، وهو نقاش برع فيه شعبنا، على مواقع التواصل، حتى فهمنا أننا فعلا أربعون مليون كسابا وكسابة من محترفي تربية وتسمين العجول والأبقار.

هذا (النقاش) فشلت فيه الحكومة فشلا ذريعا بسبب صورتين أو ثلاثة لأبقار عجاف وضعتها مواقع"السوشال ميديا"، أمام المتلقي المغربي، وذهبت لحال سبيلها، وتركت الناس تخوض في ماتعرفه ومالاتعرفه من كلام أغلبيته غير صحيحة.

الحكومة، وعوض أن تفهم لعب الصورة هذا، وأثره المدمر، ردت ببلاغات مكتوبة بلغة جيدة، لكنها لاتفي بالغرض ، وتترك لدى المتتبع العادي (أي المتتبع الذي لايعارض ولايساند هاته الحكومة، بل يكتفي بتتبععملها متابعة محايدة نزيهة) الإحساس أنها معركة تواصل أخرى خاسرة للسيد أخنوش وطواقمه.

المثير للانتباه هنا هو أن هذه الحكومة قبل الانتخابات، والفوز الكاسح بها، كانت متميزة في هذا المجال بالتحديد: التواصل، وحسن إدارة العلاقة مع مواقع التواصل ومع الناس، والنجاح في الحديث بلغة تغلبت بها على خصومها أجمعهم، ومنحت المغاربة الإحساس أنها حين ستصل موقع التسيير كله، ستبرع أكثر في هذا المجال.

ما الذي وقع بالتحديد، وكبل حبالها التواصلية، وجعلها تراكم الضربات تلو الضربات في هذا المجال؟

علم ذلك عند ربي وعندها، فمن كثرة المتدخلين في الأمر، تهنا، أو لكي نقتبس من قاموس الجواميس السائد هاته الأيام في المكان: تشابه البقر علينا، ولم نعد قادرين إلا على قليل تمييز...بكل صدق، ورب الكعبة.

ملحوظة على الملحوظة

رحم الله قيدوم الإعلام الرياضي الكبير سي امحمد العزاوي، الذي فقدناه بكل ألم وحسرة فجر الخميس.

سي امحمد العزاوي، صوت شامخ في إعلامنا الوطني، وتاريخ حافل، ومكانة مرموقة ستظل محفوظة بين كل من سيمر من هاته المهنة يوما ما، ولنا معه في "الأحداث المغربية"، هو ورفيقة دربه الفاضلة فاطمة التواتي (لها وللأسرة الكريمة صادق العزاء في مصابنا الجلل المشترك هذا) ذكريات وتاريخ وحفظ جميل لنننساه أبدا.

رحم الله أستاذ الرياضة عبر المذياع، سي العزاوي، ولانقول إلا مايرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون.