عوض فرنسا بألمانيا.. تشارلز الثالث في أول زيارة رسمية له في برلين

الأحداث المغربية الأربعاء 29 مارس 2023

برلين, 29-3-2023 (أ ف ب) - أكد الملك البريطاني تشارلز الثالث مساء الأربعاء أن المملكة المتحدة وألمانيا تقفان "إلى جانب" أوكرانيا دفاعا عن "الحرية" في مواجهة الغزو الروسي لهذا البلد، وذلك في أول زيارة دولة يقوم بها منذ اعتلائه عرش بريطانيا.

وفي مأدبة رسمية أقامها على شرفه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، قال الملك تشارلز الثالث "نقف جنبا إلى جنب لحماية قيمنا الديموقراطية المشتركة والدفع بها قدما".

وشدد على أن هذا الأمر "يتجسد بوضوح اليوم بوقوفنا سويا مع أوكرانيا في الدفاع عن الحرية والسيادة في مواجهة عدوان غير مبرر".

ووصل الملك تشارلز الثالث الأربعاء إلى برلين برفقة زوجته كاميلا ، في رحلة اعتبرها الرئيس الألماني "بادرة أوروبية مهمة" بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وتعهد الملك البريطاني بذل أقصى الجهود لتعزيز الروابط بين بريطانيا وألمانيا.

وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير خلال استقباله الثنائي الملكي في مقر إقامته "اليوم، بعد ستة أعوام من بدء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، نفتح فصلا جديدا في علاقاتنا".

وأضاف أن هذه الزيارة هي "علامة مهمة على العلاقات الألمانية البريطانية".

ومساء قال شتاينماير إن الجهود المشتركة لبريطانيا وألمانيا لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن حريتها تسلط الضوء على "مدى قوة الترابط بيننا".

وهبطت الطائرة البيضاء التي تحمل علم المملكة المتحدة في مطار برلين الدولي وتوقفت في مرآب المنطقة العسكرية بالمطار حيث بسطت سجادة حمراء أسفل السلم.

وتوجه الملك وزوجته، بعدما استقبلهما رئيس البروتوكول الألماني والسفير البريطاني في ألمانيا، إلى بوابة براندنبورغ في وسط برلين حيث استقبلهما الرئيس الألماني وزوجته.

وزينت جادة أونتر دين ليندن الشهيرة بالعلم البريطاني بمناسبة زيارة الملك وهو أول مدعو في زيارة دولة يستقبل مع تشريفات عسكرية عند أقدام هذا النصب الشهير الذي كان رمزا لانقسام المدينة خلال ثلاثة عقود.

ووصف الرئيس الألماني الذي يرافق تشارلز الثالث في كل المحطات، زيارته على أنها "بادرة أوروبية مهمة".

وكانت الزيارة محل ترقب الكثير من الألمان الذين انتظروا لساعات على أمل دخول الموقع الذي تجري فيه مراسم الاستقبال.

وكانت أندرينا رييرا (19 عاما) ترتدي "تاجا ملكيا" من ورق وزعته سلسلة مطاعم أميركية للوجبات السريعة. قالت لها زوجة الملك كاميلا حين رأتها "أحببت قبعتك".

شعرت الطالبة الفنزويلية "بالصدمة"، موضحة "لم أكن لأتوقع أن يحدث لي ذلك وأن تلاحظ وجودي. أنا سعيدة فعلا"، مشيرة إلى أنها لطالما كانت "معجبة بالأسرة الملكية".

من جهتها، قالت كاثي روبرتسون (63 عام ا) التي تعيش منذ 43 عام ا في ألمانيا إنها أحبت حفل الاستقبال، مضيفة "كانت الملكة جميلة جد ا".

وفي وقت لاحق، شارك الملك تشارلز، الذي يدعم قضايا حماية البيئة منذ زمن طويل، في اجتماع عقد في مقر الإقامة الرئاسية حول التحديات المناخ.

وانتشر 1100 شرطي مع تعزيزات من مناطق أخرى، فضلا عن عشرين كلبا مدربا على كشف المتفجرات. وأغلقت بعض الطرقات الرئيسية أمام حركة السير في وسط العاصمة.

وقال قائد الشرطة توماس دريشلر لوسائل إعلام ألمانية "تمنى الزوجان الملكيان أن يتمكنا من التواصل مباشرة مع سكان برلين".

ويتضم ن برنامج الملك الخميس محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس ونزهة مع رئيس بلدية العاصمة في إحدى الأسواق وخطابا سيلقيه في مجلس النواب ولقاء بلاجئين أوكرانيين.

وتنتهي زيارة الزوج ين إلى ألمانيا الجمعة في هامبورغ، ثاني أكبر مدينة في ألمانيا.

وكان يفترض أن يتوجه الملك وزوجته أولا إلى فرنسا قبل ألمانيا إلا ان الزيارة ألغيت بسبب الاحتجاجات المرتبطة بإصلاح النظام التقاعدي في هذا البلد.

وكانت الملكة إليزابيث قامت بزيارة أخيرة لألمانيا في العام 2015 في عهد المستشارة أنغيلا ميركل وقد أثارت الزيارة حماسة كبير في البلاد.

اما زيارتها الأهم فكانت في العام 1965 عندما كان الجدار يفصل بين شطري برلين. واعت برت الزيارة على أن ها المحطة التي كر ست المصالحة بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية.

ويقول مايكل هارتمان عالم الاجتماع في جامعة دامشتات لوكالة فرانس برس إن الألمان من كبار مؤيدي العائلة المالكة البريطانية و"اهتمامهم الكبير" بها لم يتلاش حتى بعد وفاة الملكة إليزابيث التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة.