AHDATH.INFO
بعد قضائه فقط لحوالي السنة في منصبه، وهي المدة التي رافقها التهليل بقدرة من ينعتونه بتعلب الديبلوماسية، على لجم المغرب في المحافل الدولية، اكتشف النظام العسكري، أن ثعلبه فقد مخالبه، وقرر التخلص منه بسرعة، في واحدة من مشاهد الركاكة لنظام العسكر.
تغيير وزير الخارجية الجزائري، يضرب في الصميم التصريحات العنترية التي ظل النظام العسكري يرددها في الفترة الأخيرة، حول الطفرة التي حققتها ديبلوماسيته في العالم، والتي أعادت له توهجه ونجحت في تحقيق مقولة الدولة الضاربة.
وأعلنت الحكومة الجزائرية، امس الخميس، عن إجرائها تعديلا حكوميا شمل عددا من الوزارات، حيث كان لافتا إقدام الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بموجب هذا التعديل، بتعيين أحمد عطاف وزيرا للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، خلفا لسابقه رمطان لعمامرة.
النظام العسكري الذي عبر عن فشله عمليا بهذا التعيين، أعاد للحياة ر بعد 20 سنة من التواري عن الأنظار، إسما جديدا/قزيما سبق أن كان وزيرا للخارجية، مثلما كان الشأن للعمامرة حين ام استقدامه، والتهليل بمميزاته، قبل ركنه في الرف.
الوزير الجديد/ القديم أحمد عطاف، يعتبر كذلك أحد المناوئين للمغرب حيث أنه قد اشتهر بقيادة الدبلوماسية الجزائرية في منصب وزارة الخارجية لثلاث سنوات امتدت ما بين 1996 و1999 وهي الفترة التي كانت فيها الجزائر تعيش عز الأزمة الأمنية في تسعينيات القرن الماضي، كما أنه من بين المؤيدين لإغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر سنة 1994.
وكان عطاف الذي توارى عن الأنظار منذ اعتلاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم، قد ظهر كأمين عام لحزب طلائع الحريات الذي أسسه منافس الرئيس بوتفليقة، علي بن فليس، لكنه بقي متحفظا عن الظهور الإعلامي إلا في مناسبات نادرة.
وبعدها اختفى عن المشهد السياسي الجزائري لأزيد من عشرين سنة، بعثه تبون من تحت الرماد السياسي وأعاده للواجهة، عبر منحه حقيبة الخارجية.
استعانة النظام الجزائري بعطاف، الذي يصنف ضمن “حراس المعبد القديم”، أثار تساؤلات لدى المتتبعين، بخصوص ارتباط هذا التعيين بتوجهات جزائرية معادية للمغرب.
