للنساء كل الأيام !

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 07 مارس 2023
No Image

غدا سيحتفلون باليوم العالمي للمرأة.

نعم، أعرف أنه يصادف الثامن من مارس، أي أنه ليس اليوم، لكن منذ متى كنا نحب أن نقلد الآخرين في ترهاتهم وفيما يفعلون؟

نحتفل نحن اليوم بعيدها، ونحتفل به في كل الأيام الباقية.

نعرف أن هناك مشكلا كبيرا وحقيقيا، أو بلغة المتعالمين "بنيويا"، يجمع هذا المجتمع الذكوري بنسائه. ونعرف أيضا أن الحل لهذا المشكل يتم عبرهن. ونعرف مع المعرفتين معا أن الحكاية ستدوم ردحا غير يسير من الزمن ، لكي تتسلل إلى العقول، لكي تلتقطها الأفئدة، ولكي يستوعبها الذهن الجماعي المتحكم فينا...

ومع ذلك لابأس.

يجب أن نصبر، وأن نواصل هاته المعركة، وإن تحملنا في ثناياها وفي التفاصيل، كل هذا التعب.

هاته المجتمعات قادمة من فكرة وأد البنات منذ ولادتهن، لذلك سيكون عسيرا أن تقنع "سي السيد" بأن عليهأن يفهم أنهن قد يفقنه فقها وعلما وسعة اطلاع وقدرة على الإبداع.

سيجد صعوبة قصوى في الحكاية، لا لإفراط في (الرجولة) فيه، بل خوفا فقط من جانبه الأنثوي الذي يخشى الإفصاح عنه.

مجتمعاتنا الذكورية تعاني من نقص في هرمون الرجولة الحقيقية.

تخيل هذا التناقض، واضحك منه أو اعتبره سبب النظرة الجاهلة نحو النساء، أو افهم فيه ومن خلاله أن الذكوري في مجتمعاتنا يخاف فقط انكشاف عورته.

هاته المعركة ليست من النوافل. هي أم المعارك حقا.

في نهايتها قد تقتنع (أو لا) بأن من منحتك الحياة، وولدتك، ثم تلك التي رافقتك منذ الصبا، والأخرى التي رافقتك في بداية العنفوان وواصلت معك المعيش، فالأخرى التي أتيت بها إلى الدنيا، كلهن لسن أقل منك، بل ربما هن أفضل.

الفارق بينك وبينهن، تعديل هرموني بسيط داخل الرحم جعلك تولد مختلفا عنهن.

اعترف أن الأمر ليس كبيرا إلى الحد الذي يجعلك تعتبر نفسك أفضل منهن.

اعترف أيضا أن الهرمونات ذاتها كانت قادرة على أن تجعلك أنت المرأة، وان تجعل الأخرى الرجل.

في لحظة الاعنراف هاته، إن كنت قادرا عليها طبعا، ستفهم أن تفوقك عليهن هو تفوق غبي مبني على الصدفة فقط لاغير.

ستفهم أن فيهن ومنهن من تفقنك علما ودراسة ونبوغا وذكاءا.

ستلوذ بالحياء إن كنت قادرا عليه.

أو ستواصل الرعونة حتى انتهاء كل الأيام، وأنت تعتقد نفسك - دون وجه حق - الأفضل.

لك الاختيار، في النهاية، لك كل الاختيار.

وطبعا كل العام سيدتي وأنت قادرة على الإزعاج بهذا التفوق الذي لاتريدين نسبته إليك، فقط لأنك تشفقين على حال من يعتبر نفسه أفضل منك، وهو لايعرف أي شيء، بل لايعرف كل الأشياء.