حملة تسميم واسعة ضد علاقة المغرب واسبانيا 

عبد الكبير اخشيشن السبت 28 يناير 2023
No Image

AHDATH.INFO

حملة تسميم واسعة يقودها خصوم المغرب من اللوبي الجزائري بإسبانيا لاستهداف العلاقة الممتازة بين البلدين، واختار هذا اللوبي المتغلغل في الإعلام توقيت الاستعداد لاستقبال رئيس الحكومة بيدرو سانشيز للشروع في تسميم أجواء هذه الزيارة، وذلك بركوب قضايا يعتقدون أنها قمينة بتعكير صفو هذه العلاقة.

وسبق للبرلمان الإسباني أن واجه المزايدات المتشددة لليمين المتطرف ضد المغرب داخل قبة البرلمان، وأسقط مقترحا يمينيا من أجل دفع حكومة بيدرو سانشيز لمطالبة المغرب بتقديم "اعتراف صريح وغير مشروط" بكون مدينتي سبتة ومليلية "اسبانيتان"، وهو ما اعتبره بعض النواب داخل البرلمان الإسباني أساسيا لإنهاء الرغبة المغربية في "ضم المدينتين"، وهو ما عارضه حزب رئيس الوزراء، إلى جانب حلفائه في الحكومة.

لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني التي عرض عليها المقترح ، باقتراح من من حزب "فوكس" المحسوب على أقصى اليمين من أجل "إجبار" الحكومة على دفع المغرب إلى إصدار اعتراف بانتماء سبتة ومليلية والجزر التي يطالب بها المغرب في البحر الأبيض المتوسط، إلى التراب الإسباني، وهو المقترح الذي سانده أيضا الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة.

وحصل المقترح على تصويت 14 عضوا لكن 20 صوتوا ضده باعتباره غير قانوني، وقاد الحزب الاشتراكي العمالي الرافضين، في حين اعتبر الحزب الشعبي خلال المناقشة أن تبني المقترح "غير ضروري" على الرغم من التصويت لصالحه، أما المتحدث باسم فوكس، ألبيرتو أسارتا، فبرر الخطوة بوجود "تطلعات مغربية بتأن تلك الأراضي على الرغم من افتقارها للأساس القانوني".

من جهة أخرى اعتبرت الأحزاب الرافضة لهذا المقترح، أنه يدخل في خانة المزايدات التي يقودها هذا الحزب منذ مدة، وربطت تصعيد هذه الخطوات بالموقف الرسمي لحكومة بيدرو .

سانشيز من قضية الصحراء

وقبل التصويت على هذا المقترح ، كان الحزب الشعبي قد قدم مقترحا باستبدال النص المعروض للنقاش بنص آخر يدعو لاعتماد أكبر قدر ممكن من التدابير لضمان الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لإسبانيا في تلك المناطق، معتبرا أن انتماءها إلى إسبانيا "أمر لا جدال فيه"، وأن مدريد ليست في حاجة لأي اعتراف رسمي بخصوص ذلك، لكن .

."فوكس" رفض المقترح

يذكر أن بعض الإعلاميين والسياسيين الإسبان لم ييأسوا ولم يكلوا من محاولات تسميم الأجواء بين المغرب وإسبانيا، ولجأوا لاستخدام سلاح الإشاعة لخلط الأوراق، ومحاولة تعكير الأجواء الايجابية التي خلفها الموقف الإسباني الأخير من قضية الصحراء، والرد الودي لجلالة الملك محمد السادس على ذلك، وحاولوا الاصطياد في مياه قضيتي سبتة ومليلية تارة ، أو بجعل المغرب مصدر خوف للإسبان تارة أخرى، أو الدفع بالكذب والإشاعة إلى صدارة أخبار بعض وسائل الإعلام لتهييج الرأي العام الإسباني شد جاره الجنوبي

قضية سبتة ومليلية المحتلتين شكلت مادة مطلوبة لهؤلاء وظهر جليا في قضايا إغلاق الحدود مع المدينتين المحتلتين بسبب الوباء.

بالنسبة لإدوارد سولير، باحث متخصص، قال إنها ستكون "محورية" هذا العام في علاقة المغرب بإسبانيا.

وشدد في تصريحات لأوروبا بريس على أن إغلاق الحدود بسبب الوباء "طغى" حتى الآن على حقيقة "النية السياسية" للمغرب بإجراءاته السابقة ، لذا سيكون من الضروري رؤية ما سيحدث بمجرد إعادة فتح الحدود.

الخبير يعتبر أن المغرب يبدو عازما على مواجهة "إشكالية" قضية هاتين المدينتين اللتين تواجهان "اختناقا اقتصاديا وعزلة" بسبب الإجراءات التي اتخذها المغرب نظرا لتأثيرها على نموذجها الاقتصادي، مضيفا أن ما يسعى إليه المغرب هو أن تصبح سبتة ومليلية مشكلة لإسبانيا وتجبر الحكومة الإسبانية على الحديث عنها ، لكن "ما يريدونه هو شيء لا تستطيع إسبانيا مناقشته ولا تريده" ، يؤكد سولير. .

حزب فوكس اليمني قال للحكومة من خلال النائبة الوطنية لسبتة المحتلة ، تيريزا لوبيز أنه : "حان الوقت لوقف المغرب"، النائبة ، وجهت، هذا التحذير بعد رد الحكومة الأخير على مزرعة الأسماك: "لا يمكن الحفاظ على علاقة جيدة مع المغرب بينما يواصل ابتزاز الأموال من إسبانيا".

تيريزا لوبيز، التي تتهم السلطة التنفيذية بعد الدفاع عن إسبانيا، تصر على أن "الوقت قد حان لوقف أقدام المغرب". لهذا السبب ، يؤكد فوكس لا يمكنهم "التوقف عن التنديد بأن هذه الحكومة ليس قادرة على على مواجهة المغرب"

وبالرغم من انكشاف مواقفهم بعد عودة العلاقات بين البلدين لمسارها الطبيعي، لا يزال هذا اليمين المتطرف يصطاد في المياه العكرة، ويحاول جاهدا إحراج حكومة بيدرو سانشيز في محاولة يائسة من تعطيل الموقف الجديد لإسبانيا من قضية الصحراء، خدمة اللوبي خصوم المغرب.