أكاديميون مغاربة يؤسسون أول منتدى سوسيولوجي أنثروبولوجي

متابعة الأربعاء 04 يناير 2023
No Image

AHDATH.INFO


أكد رئيس منتدى السوسيولوجيين والأنثروبولوجيين المغاربة جمال فزة أن الهدف من تأسيس المنتدى الذي رأى النور مؤخرا، هو خلق فضاء للحوار وفتح النقاش حول سبل الارتقاء بالممارسة السوسيولوجية والأنثروبولوجية بالمملكة.
وأوضح فزة، في تصريح له بمناسبة الإعلان عن تأسيس المنتدى، أن هذا الأخير سيسعى إلى توحيد الجهود المبذولة من أجل تطوير الممارسة السوسيولوجية والأنثروبولوجية بالمملكة، سواء على مستوى البحث أو التدريس أو التكوين والتنشيط.
وأضاف أن المنتدى يتقاسم المبادئ والأهداف نفسها مع عدد من “الشركاء الإستراتيجيين مثل مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، والجمعية المغربية لعلم الاجتماع، والشبكة الوطنية لعلم الاجتماع، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والمعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث وغيرها من المنظمات الوطنية والدولية”.
وفي تصريح سابق كشف جمال خليل أستاذ السوسيولوجيا بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن المجتمع المغربي يظل بالرغم من كل شيء مجتمعا يتجه أكثر فأكثر نحو القيم الفردانية، لذلك فإن الفعل الجماعي سيظل أقل فعالية.
وبيّن خليل أن مؤسسات تمرير القيم ظلت واضحة المعالم إلى عهد قريب، حيث مؤسسة الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمحيط عناصر أساسية في هذا التمرير، لكن هذه العناصر ستعرف اختلالا بفعل دخول عناصر جديدة على خط تمرير القيم وخاصة ظهور الإنترنت الذي مكن الناس العاديين من التحول من مجرد استهلاك المنتوجات المادية والثقافية إلى إنتاجها والمساهمة في بناء مضمونها.
وبخصوص القيم الدينية وتحولاتها، قال الباحث الأنتروبولوجي المغربي محمد الصغير جنجار إن التغيير في القيم الدينية مسلمة أساسية في علم الاجتماع وفي العلوم الإنسانية، وذكر بالمناسبة بأن عالم الاجتماع ليس من وظيفته تحديد القيم الملائمة من غيرها بل وظيفته هي دراسة وتحليل الوقائع الاجتماعية بعيدا عن الحكم عليها.
وتعكس آراء الباحثين المغاربة ضرورة توحيد الجهود للبحوث السوسيولوجية ودمجها الهام مع علم الأنثروبولوجيا (علم الأناسة)، الذي يُعرِّفه معهد الأنثروبولوجيا الملكي بأنه العلم الذي «يدرس البشر في جميع أنحاء العالم، وتاريخهم التطوري، وسلوكهم، وكيفية تكيفهم مع البيئات المختلفة وتواصلهم واختلاطهم معا».
ولكن للأنثروبولوجيا أبعاد كثيرة أخرى لها عمقها وتأثيرها، خاصة في تلاقحها وتداخلها مع العلوم الإنسانية الأخرى، يقول الأنثروبولوجي إريك ولف “ليست الأنثروبولوجيا مجالا بحثيا بقدر ما هي ارتباط بين عدد من المجالات. إنها تاريخ من جهة، وأدب من جهة أخرى. إنها علم طبيعي من جهة، وعلم اجتماعي من جهة أخرى. تهدف الأنثروبولوجيا إلى دراسة الإنسان من الداخل والخارج، وتعد طريقة للنظر إلى الإنسان وطريقة للتنبوء بمستقبله في آن واحد. الأنثروبولوجيا أشد العلوم الإنسانية طبيعة علمية، وأشد العلوم الطبيعية إنسانية”.