أصحاب السعادة !

المختار لغزيوي الخميس 15 ديسمبر 2022
No Image

AHDATH.INFO

إسمه ياسين بونو. شهرته أنه جدار مبني بإسمنت ابتسامة ساحرة. يقف في المرمى فترفضالكرات العبور، ويقول من عمق "تويداديت" عريقة علمته سخرية المدينة القديمة في الدار البيضاءعندما يسأله الجميع عن سر التألق "غاقصارين حتى وصلنا للدومي فينال".

إسمه سفيان أمرابط. شهرته أنه يتحامل على الألم بالأمل. رسمت له صورة المخيال الشعبيالمغربي في ذهنها مشهد محارب قادم من ميادين وساحات المصارعة القديمة، عندما تدخل منظفةالغرفة في الفندق عرينه نجد في جيوب ملابسه كل اللاعبين الذين منعهم من المرور طيلة هاتهالمنافسة، وقد احتفظ بهم للذكرى بعد أن عطل لديهم كل حواس اللعب السليم.

إسمه عز الدين أوناحي. شهرته أن نحافته وبنيته الضئيلة جعلت مدربا كبيرا ولاعبا أكبر مثللويس أنريكي لايراه قبل موقعة إسبانيا. وبعد اللقاء أتى المدرب الإسباني معتذرا يقول للجميع"أرجوكم، أخبروني عن اللاعب رقم 8 في فريق المغرب. إنه مدهش. إنه رائع. أرجوكم من هو؟".

إسمه حكيم زياش. شهرته أن المغاربة خاضوا لأجل عودته إلى المنتخب ضد وحيد خاليلوزيتشحربا ضروسا، وأنه رد الجميل ردا جميلا، وتذكر المعروف خير التذكر، فخاض في كل مباراة منمباريات المغرب حربا حقيقية لأجل الفوز ولأجل الانتصار، تاركا ابتسامته الشهيرة على الرف،ومتسلحا برغبة جنونية وغاضبة في رفع العلم عاليا وكفى.

إسمه سفيان بوفال. شهرته أنه واحد من أفضل من يراقصون الكرة في العالم اليوم، لكنه أبكاناجميعا فرحا يوم راقص والدته الفاضلة في الملعب عقب المرور إلى النصف على حساب البرتغال. أفرح المكناسي الأم والأمة، وذكرنا أن "مرضي ميمتو عمرو مايتخص" حقا.

إسماهما عطية الله وجبران. أتيا ممثلين لبطولة محلية يقال عنها الكثير، فأعطيا الدليل معا على أنانتصارات الوداد على الجميع في المغرب وإفريقيا ليست نتاج الصدفة، وعلى أن لدينا هنا قلوباقادرة على القتال، ورئات محلية الصنع تستطيع النزال والمنافسة على أرقى المستويات، وأنمايلزمها هو التأطير السليم وستتكلف بالبقية، كل البقية.

إسمه يوسف النصيري. شهرته لدى من كانوا يتنمرون عليه قبل المونديال لقب "جوج كوشيات"،وشهرته الآن أنه ارتقى إلى أعلى العلا ذات لحظة جنونية ضد البرتغال، فرد علينا جميعا،وأخرسنا جميعا وذكرنا أن "فاس حاكمة العالم آخاي ديالي"، وأن الشاعر لم يكذب أبدا وهو يبصمعليها ويصر على أنها "فاس والكل في فاس" حقا.

إسمه زكريا بوخلال، وشهرته أنه يسجد أرضا عقب الأداء الجميل ويقول "لست أنا إنه الله"، يطلبمن البقية: من الشاعر، من خنوس، من أكرد، من بانون، من الياميق، من كل أعضاء الفريق، الإشارةبالسبابة إلى السماء، وحمد الله الحمد الكثير أنه رفع رأس المغاربة عاليا بفضل هؤلاء الشبابالرائعين.

إسمه وليد الركراكي. شهرته "راس لافوكا". حكايته معنا ابتدأت ولن تنتهي أبدا، ويوم رأيناه يلعبكأس إفريقيا في تونس سنة 2004 لمسنا مع الرقصة عقب الأهداف جدية خرافية في العمل،تجسدت في هذا المونديال، وهو يقرن العمل بالنية، ويطلب من الشعب شيئا واحدا فقط "تيقو بيناودعيو معانا وصافي".

أهدانا الوليد دروس حياة حقيقية هذه المنافسة، وتمكن بدارجة مغربية تقاوم كل اللغات أن يقنعناجميعا دون أي استثناء أن مغني الحي - عندما يكون موهوبا حقا - قادر على إطرابنا حد الثمالة،وحد السكر، وحد تفجير الفرح المجنون في كل مكان.

إسمه فوزي لقجع، وشهرته أننا قسونا عليه كل مرة كنا نقصى فيها من منافسة ما، وأنه واجهقسوتنا جميعا بالصبر، وبالإصرار على الوصول إلى مايريد.

عندما ترك لدموعه أن تنزل عقب كل لقاء انتصر فيه المغرب وعبر خطوة إضافية نحو مزيد منالمجد، كان ينتقم فقط من قسوة انتقادات السنوات السابقة. كان البركاني العنيد فيه القادم منملاعب الحمري رفقة "النهضة"، المصر على الدراسة المالية والتفوق فيها حد التحول إلى واحد منكبار تقنييها، يقول لنا من خلال تلك الدموع الصادقة والجميلة "أرأيتم؟ عندنا نصر ننجح، وعندمانثق ببعضنا ننجح، وعندما نضع المغرب نصب أعيننا ننجح".

هم جميعا ودون أي استثناء أصحاب السعادة وصانعوها. لهم الشكر الكثير. لهم الامتنان الدائم. لهم حتى انتهاء الأيام في ذاكرتنا، في قلوبنا، في دواخل دواخلنا مكان محفوظ: فقد جعلونا نتذكرأننا من المغرب، وأنك عندما تكون من المغرب تفتخر ولايحق لك إلا الافتخار.

أصحاب السعادة الكروية/المغربية الرائعة والجميلة: شكرا لكم من القلب إلى القلب.