AHDATH.INFO - طنجة - خاص - شادية وغزو/ تصوير: ابراهيم بوعلو
تفاعل جمهور روكسي يوم أمس الخميس مع فيلم “أفراح صغيرة” لمخرجه محمد الشريف الطريبق، الذي يعتبر ثاني فيلم طويل للمخرج، ويتبارى إلى جانب 13 فيلما آخر، ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته ال17 بطنجة.
" لدي حنين دائم إلى الخمسينات لبساطة العيش وجمالية اللباس في تلك المرحلة، وعدم احتكاك الثقافة المغربية وتأثرها بالثقافة الغربية"، يقول محمد الشريف الطريبق، مؤكداعلى أن هذا العمل يحتفي بالمرأة التطوانية على وجه الخصوص، لأنه كان يحلم منذ البداية بإنجاز عمل نسائي محض، كما يحتفي بالموسيقى الأندلسية من خلال قصة تجري وقائعها في رياض عتيق بتطوان الخمسينات.
يسرد الفيلم قصة الأرملة زينب التي تضطر بعد وفاة زوجها المعيل الوحيد، لقبول دعوة زوجة أحد أعيان مدينة تطوان للإقامة معها في بيتها الكبير رفقة ابنتها نفيسة ذات 17 عاما- تجسد دورها أنيسة العناية- ، ويحدث بين هذه الأخيرة، المتطلعة إلى عش الزوجية، وحفيدة صاحبة البيت فطومة –تجسد دورها فرح الفاسي-، المتمردة، انجذاب وعلاقة قوية، حيث تتعاهدان على أن لا تتخليا عن بعضهما، وأن تتقاسما كل شيء، لكن العلاقة تتوتر بينهما عندما تعلم فطومة بأن نفيسة تنوي الزواج، خاصة أن الأخيرة أخفت عنها خبر خطوبتها.
"التطرق إلى المثلية في أفراح صغيرة لم يكن بغرض البحث عن الإثارة وخلق ضجة"، يقول محمد الشريف الطريبق، مؤكدا على أنه اختار طرق هذا "الطابو"، للتعبير عن درجة الحميمية بين النساء في تلك الفترة، حيث يكون الوقت الطويل الذي تقضيه هؤلاء النساء مع بعضهن سببا في نشوء هذا النوع من العلاقات.
وسعى الفيلم في 85 دقيقة، إلى تصوير سعي مجتمع محافظ ومنغلق على مشارف الاستقلال (1955) إلى شق طريقه نحو التحديث والعصرنة، مستحضرا أجواء الصراع والتدافع بين المحافظة والحداثة، عندما تطرق إلى تعليم الفتيات، والعلاقات الرومانسية، وارتياد دور السينما.
حرص محمد الشريف الطريبق في الفيلم على أن يحكي عن شخصيات تطوانية، بلهجة محلية، على خلفية موسيقى أندلسية، حيث اختار أن تكون الموسيقى التصويرية على شكل مقاطع بالصوت والصورة، تظهر فيها فرقة موسيقية تتقدمها امرأة تغني، في إشارة دوما إلى سعي المرأة للتحرر، وإثبات مكانتها داخل هذا المجتمع المحافظ.
فيلم "أفراح صغيرة" من إنتاج كليبير فيلم، وكتب السيناريو الخاص به مخرج العمل، بينما قام بأدوار البطولة إلى جانب أنيسة العناية وفرح الفاسي كل من مها داوود، فاما الفراح، فاطنة الخماري وسناء الركراكي.
يشار إلى أن محمد الشريف طريبق، وهو من مواليد العرائش سنة 1971، تلقى تكوينا بالمؤسسة الأوروبية فيميس بباريس، وأخرج خمسة أشرطة قصيرة وخمسة أفلام تلفزيونية، وحصل فيلمه الأول “زمن الرفاق”على العديد من الجوائز.